الرياض 23 محرم 1432هـ
اكتمل رأس مال شركة " غزال لصناعة السيارات " السعودية البالغ ( 500 ) مليون دولار بدخول مستثمر سعودي بنسبة 55 % ،لتغطي بذلك الشركة رأسمالها خلال 48 ساعة من توقيع الشراكة بين " شركة وادي الرياض للتقنية" التابعة لجامعة الملك سعود و " شركة ديجم الكورية لصناعة السيارات ".
فقد وقع معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان والرئيس التنفيذي للشركة الكورية يونغ جون في الرياض اليوم مع ممثل شركة المواكبة للتطوير الصناعي والتجارة عبر البحار"مدروك" المملوكة لرجال الأعمال محمد بن حسين العمودي إتفاقية الدخول في الحصة المتبقية من رأسمال الشركة بنسبة 55% تبلغ قيمتها 275 مليون دولار .
وكانت شركة وادي الرياض للتقنية قد ساهمت بنسبة 15% والشريك الكوري بنسبة 30% وترك الباب لمشاركة الصناديق للمساهمة في رأس المال ، بيد أن الدخول السريع لشركة "مدروك" قد غطى رأسمال الشراكة الصناعية الجديدة في السيارات 100% خلال يومين فقط من توقيع التحالف يوم الأحد الماضي.
ورغم ذلك نصت الاتفاقية عن تنازل الشركاء المؤسسين الثلاثة بنسبة 30% من حصصهم بالاتفاق لصالح الصناديق الاستثمارية الراغبة في الدخول في تأسيس الشركة وهي صندوق الاستثمارات العامة وصندوق مصلحة التقاعد وصندوق التأمينات الاجتماعية وصندوق التعليم الجامعي.
وأكدت الاتفاقية أن التركيز سيكون من خلال الشركة التي اقترح أن يكون أسمها "شركة غزال لتقنيات السيارات وقطع الغيار" لكي تعمل في مجالين هما صناعة وتقنيات السيارات وصناعة وتقنيات قطع الغيار.
وأوضح مدير جامعة الملك سعود في مؤتمر صحفي عقده عقب توقيع الاتفاقية بحضور ممثلين عن الشركاء الثلاثة المؤسسين وإعلان استكمال تغطية رأسمال الشركة الجديدة أن الشركة ستركز على صناعة السيارات المجدية اقتصاديا بنسبة 30% و70% الأخرى ستركز على صناعة قطع الغيار التي تعد سوقا كبيرة.
وأعلن الدكتور عبدالله العثمان إنه سيتم التوقيع مع أحد المكاتب الوطنية لإجراء الدراسة التفصيلية لمشروع الشركة الجديدة واستكمال إجراءاتها النظامية وتسجيلها .
وأفاد إن شركة وادي الرياض للتقنية بوصفها الذراع الاستثمارية لجامعة الملك سعود لديها ملاءة مالية ستمكنها من الدخول في أية مشاريع استثمارية قادمة ،مشيرا إلى أن الجامعة قد أودعت 187 مليون ريال في حساب الشركة فيما أصبحت شركة وادي الرياض قادرة الآن على الحصول على قروض من صندوق التنمية الصناعية .
وحول الفكر الاستثماري الذي تعمل به جامعة الملك سعود شرح الدكتور عبدالله العثمان رؤية الجامعة وتوجهها في مجال الاستثمار المتمثل في عدة برامج من بينها برنامج كراسي الأبحاث الذي بات يمتلك حاليا محفظة استثمارية تبلغ نحو 450 مليون ريال إضافة إلى برنامج الأوقاف بالجامعة الذي بات يمتلك محفظة استثمارية تقدر بنحو 3.7 مليار ريال .
وقال : الجامعة باتت تحقق دخلا سنويا من مواردها الذاتية يبلغ 500 مليون ريال ، وحسب المخطط ستتمكن من تحقيق عوائد استثمارية في المستقبل القريب تمكنها من الصرف على مشاريعها من خلال مواردها الذاتية وهو هدف استراتيجي تسعى له الجامعة حاليا .
وعد معاليه الاستثمار في شركة سعودية متخصصة في صناعة السيارات استثمارا مثاليا لما حققته الجامعة من براءات اختراع في صناعة السيارات عبر سيارة / غزال 1 /، موضحا أن الشريك الفني والتقني الكوري سيسهم في تطوير ما تحقق والبناء عليه وأن الجامعة تمكنت من تحقيق قيمة مضافة لنتاجها العلمي الذي تمثل في براءات اختراع تم تسجيلها دوليا أسهمت بدورها في تنامي المساهمة العلمية للمملكة على المستوى العالمي.
ورأى الدكتور العثمان إن ذلك يؤكد حقيقة توجه جامعة الملك سعود لأن تكون بوابة المملكة في الاقتصاد القائم على المعرفة في إطار أهدافها التي وضعتها وهي خدمة البشرية وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الوطني في المجال الصناعي والتقني.
ولفت معاليه إلى إن شركة وادي الرياض للتقنية تعمل على إطلاق ( 7 ) شركات بوصفها شركة قابضة ،مؤكدا إن شركة مصنع غزال يعد ثاني شركة يتم إطلاقها من خلال الشركة التابعة للجامعة بينما لا تزال هناك 5 شركات أخرى سيتم تأسيسها وفقا لمتطلبات وزارة التجارة والصناعة .
ولم يستبعد الدكتور العثمان فكرة تحول الشركة الجديدة الى شركة مساهمة بعد مضي عدة سنوات على تأسيسها ونجاحها بهدف توسيع قاعدة المشاركة في ملكيتها،مشيرا الى إن الظروف المناسبة هي من سيحدد توجه الشركة في المستقبل القريب.
وثمن مدير جامعة الملك سعود مساهمة شركة"مدروك" في رأسمال الشركة الوليدة ،مبينا إن القائمين على الشركة لديهم قناعة بالجدوى الاقتصادية للمشروع إضافة الى رغبتهم في الإسهام في شركة يمكن أن تسهم في توفير المزيد من الوظائف في المستقبل.
من جانبه وصف ممثل شركة "مدروك" المؤسس الثالث لشركة غزال عبدالله العمودي المشروع بالنقلة في المجال الصناعي يقوم على أساس المعرفة والخبرة الفنية، مؤكدا إن المشروع سيمكن من فتح المزيد من الفرص الوظيفية وسيمكن العلماء والباحثين السعوديين من تطبيق مخترعاتهم وانجازاتهم العلمية في منتج وطني.
وقال إن دراسة الجدوى الإقتصادية لمصنع الشركة مشجع جدا وهو ما دفع شركته للدخول كشريك ثالث مؤسس بنسبة 55% من رأس مال الشركة الجديدة.
بدوره أوضح الرئيس التنفيذي للشركة الكورية يونغ جون في كلمته خلال المؤتمر الصحفي إن الشركة دأبت خلال العامين الماضيين على دراسة أسواق المنطقة وأن شركته وجدت في السوق السعودية سوقا لديها كافة المقومات اللازمة لنجاح توطين صناعة السيارات بالمملكة، معربا عن سعادته بتوقيع اتفاقية تأسيس واستكمال رأسمال الشركة الجديدة وتمكن شركته من الحصول على 30% من رأسمالها.
وأكد إن أهم مافي صناعة السيارات في العالم هي الجودة والسعر المناسب ،لافتا إلى إنه تم التخطيط لإنتاج سيارات بمواصفات عالمية بالتعاون مع الشركاء في المشروع تحظى بتلبية ذوق الجمهور وطرح سيارة اقتصادية عصرية.
واعتبر المشرف على برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية بجامعة الملك سعود الدكتور خالد الصالح التوقيع إنجازاً نوعياً يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي ويعزز توجهات المملكة نحو بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة ويعكس رغبة الجامعة الجادة في أن يكون لها دوراً محورياً خلال العشرين سنة القادمة في تحقيق الريادة العالمية في إنتاج وتوليد المعرفة.
وقال إن ماقدمته الجامعة من خلال هذه الاتفاقية هو مثال من ضمن أمثلة عديدة تقدمها الجامعة في إطار تحركها الحقيقي للإسهام في الاقتصاد المعرفي ونقل التقنية في مجالات عديدة ومتنوعة .
الجدير بالذكر إن الشركة تخطط لإنتاج سيارة إقتصادية من نوع/سيدان/ تتسع لخمسة ركاب بسعر يتراوح مابين 35 الى 45 ألف ريال لتكون مناسبة للسوق المحلية وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي وسوق شمال افريقيا .