الثقافية

الصحة تاج في الخدمات

#جربعه

قبل أيام غرد وزير الصحة الجديد، الدكتور خالد الفالح القادم من أكبر شركة نفط بالعالم، إلى مستنقع الصحة، فقد أتي (الفالح) من شركة لها مكانة كبيرة في نفوس السعوديين، وتحظى بثقتهم كونها تتميز بالجودة والإنجاز، وباشر عمله في جهاز بينه وبين السعوديين الكثير من عدم الثقة، فقد أطاح بأكثر من وزير قبله، المهم قال معاليه في تغريدته “مقابل ما يتداول من سلبيات في قطاع الصحة، رأيت في مستشفي الدمام التخصصي ومستشفيات مكة التى تشرفت بزيارتها مؤخرًا ما يبعث على الفخر”، أنا توقفت أمام تصريحه كثيرًا قلت أكيد فيه شيء غلط إمّا في شخصي الضعيف أو في تصريح معاليه، وقلت أتاكد من صحة التصريح الصحفي ووجدته للأسف منشورًا في كل الصحف والمواقع، فأدركت أن لديّ مشكلة، وأول شيء تبادر إلى ذهني أنني لا أعرف مكة ولا أسكن في هذه المنطقة، فخرجت من بيتي وذهبت أدور في شوارعها لكي أتأكد أولًا أننى بالعاصمة المقدسة، وأتأكد من سلامة قواي العقلية قبل مناقشة معاليه في الوضع الصحي الذي أعرفه بمكة وصرفت النظر عن مستشفي الدمام لأنه بعيد عنى ولا أتعاطى مع خدماته، المهم أخذت لفة طويلة بشوارع مكة كلفتنى أكثر من 50 ريال بنزين بـ (الفواتير)؛ لأنني أرغب أن يحاسبني عليها معاليه، كونه شكك بسلامة قواي العقلية، والحمد الله أنني تأكدت من كل شخص قابلته في مكة، أن هذا شارع أم القرى وهذا شارع الستين وهذه العتيبية وهذا الزاهر وهذه الشوقية، ثم حمدت ربي على سلامة عقلي أولًا، ومن ثم قلت يامعالي الوزير أنت متأكد أنك زرت مستشفيات مكة المكرمة أم أنه تصريح هلامي وتطميني لزرع الثقة في نفوس أهل مكة للعودة إلى مستشفياتهم؟، ثم قلت يا معالي الوزير زرت مريض قبل أيام بمستشفى الملك عبدالعزيز الذي تحمل ذاكرة أهل مكة الكثير من قصص المعاناة فيه، ووجدت صديقي بالمبني الجديد، الذي لم أجد بممراته الفارغة إلا السكون يخيّم على هذه الممرات، وأعطتني دلالة على أن الثقة لم تعود لهذا المستشفى التاريخي، ووجدت أحدهم بعد لفة طويلة بالممر وسألته عن القسم الذي يتعالج به صديقي، وبعد لفة طويلة اخرى دلني على القسم، المهم تجاذبت معه أطراف الحديث، وأول ما سألته عن خلو المستشفى من المراجعين! قال يا سيدي إن أهل مكة يتعالجون في جدة بدلًا من هذه الإنشاءات الخراسانية التى لا تتنفس طبًا، لذلك تجد المستشفى خالية، ووصلت إلى غرفة صديقي ووجدته لوحده بالغرفة والسرير الآخر فارغًا، قلت له واضح إن هذا المستشفي يحتاج إلى برامج تسويقية لجلب المرضي إليه.

أمام هذا الإحباط اتصلت بصديق من أهل مكة وقلت له (ياعم) مبروك عليكم قرأت تغريدة (الفالح) وزير الصحة، وهو يبشّر ويقول إن مستشفيات مكة تبعث عليّ الفخر، رد عليّ (بصدة وجه كما يقولون أهل مكة)، وقال: عندك غير هذه الهرجة أم لا، قلت له ياسيدي هذا الرجل الأول بالصحة يبشرنا بالفخر بمستشفيات مكة، قال ليه هو (يبغى يأكل بعقلنا حلاوة، أو ايه)، قلت له ايش عندك قول، تنهد تنهيدة طويلة ثم قال: ما سمعت الذي حدث مؤخرًا؟ قلت خير ايش فيه قال: معتل نفسي قتل زميله بإحدى مستشفيات مكة، وجلس يتساءل أين إدارة المستشفي من حماية المرضي من مثل هذا المعتوه، ومنذُ متى وأهالي مكة يشتكون من مبنى مستشفى الصحة النفسية! واسمح لي اسأل معاليه (الفالح) هل زار مبنى الصحة النفسية اللي هو أشبه بمعتقل؟ وياليت تقول لمعاليه كمان النفسية في مكة زفت، قلت ولّ!! واضح أنك طفشت مني وتريد القضاء علىّ لا تكون معتل نفسياً ثم (قهقهت قهقهة طويلة)، فقال: لا تبشرني ولا أبغى منك أي مساهمة في إعادة الثقة لمستشفيات مكة، جدة قريبة وكمان جاي القطار يقربها زيادة، وقوم لو سمحت (ضف وجهك عني) . وفعلا قمت كما طلب مني صديقي (أبو نفسية) وأنا أردد يامعالي الوزير (تكفي، تكفي، وطلبتك) أن تشرح لنا ماهو الذي يبعث الفخر بمستشفيات مكة ممكن يتعافى أصحاب النفسيات في المقام الأول ومنهم صاحبنا، ولك منى وعد بعدم الرفع بمطالبة الـ (50) ريال قيمة البنزين الذي صرفته في لفلفة شوراع مكة، لعلك فاعل يا معالي الوزير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com