
ويرتوي العشب الشاحب فيفيض اخضرارا
ستولد وريقات ندية مكان تلك التي سقطت !
البراعم الزمردية سوف تتفتح
والطيور المهاجرة أيضًا ستأتي
وتغني
فأصواتها تتردد من بعيد
سوف تعود رائحة الندى مع أول قطرة
وتصنع ما يشبه حبات لؤلؤ كرستالية
تتربع على بتلات الورود الليلكية المتألقة
النحل سيقبل مصافحًا أزهار الأقحوان الخجولة
على ذلك الجدول الصغير
الفراشات ستبدأ لعبة الرقص
وشلالات الماء المتوقفة ستعاود الهطول بقوة
ستغريها بهجة الألوان المتبدلة
وتحتضن أطراف البحيرة من جديد
[ سوف يزهر الخريف ]
وتنجلى تلك الدموع المتلألئة
سيشرق الفجر
ويرتوي محياك بابتسامة
لو لم يجد الخريف فكيف ستعرف الربيع ؟
لو لم يجد البؤس فكيف ستتذوق الفرح ؟
لو لم تجرب المر فكيف ستستشعر حلاوة السكر ؟
لا بد من الغمام قبل المطر
ومن الليل قبل مراسم إقبال الصباح
كيف ستتجدد الحكايا دون خريف ؟
أو ماذا عن تلك الأغصان المتعبة
كيف لها أن تبدل وريقاتها من دونه ؟
[ ما أجمل الخريف ]
إنه يتلون بألوان الوداع
انظر إليها فتاة الخريف الشقراء
كيف جلست باكية
هي لم تعلم
أن قطرات دموعها أصبحت كماء المزن
تساقطت برقة على منابت العشب
حتى أمست حدائق غناءة ذات زهر وثمر
الجمال يتساقد ذهبا من يدك