المقالات

سوريا في الحضن العربي.. عودة الروح إلى الجسد الواحد

‏‏في قلب التاريخ العربي، تظل سوريا نبضاً لا يخفت وصوتاً لا يغيب، فهي الأرض التي عبرت فوقها الحضارات، وتلاقت فيها الثقافات، وتفاعلت على أرضها روافد الفكر الإنساني.

‏واليوم، مع عودتها إلى الحضن العربي، نستشعر حكمة التاريخ التي تقول ” مهما ابتعدت الجغرافيا، فإن الروح لا تعرف المسافات” .

‏لقد مرت سوريا بسنوات عصيبة، شهدت فيها جراحاً وانقسامات تركت أثراً في الجسد العربي كله، لأن ألم الشقيق لا يمكن عزله عن بقية الأسرة. لكن، كما علمتنا دروس التاريخ، فإن الأمة العربية تعرف كيف تداوي جراحها، وتعيد بناء جسورها، لأن ما يجمعها أكبر من أي خلاف، وأعمق من أي جراح.

‏إن عودة سوريا إلى الحاضنة العربية ليست مجرد حدث سياسي، بل هي رسالة أمل تتجاوز حدود الدبلوماسية لتصل إلى قلوب الشعوب. إنها دعوة لتجديد العهد بأن وحدة العرب هي قوتهم، وتضامنهم هو درعهم أمام التحديات.

‏لقد أثبتت السنوات الماضية أن الغياب لا يمكن أن يمحو الانتماء، وأن الاختلاف لا يعني نهاية الطريق، بل هو بداية لحوار أعمق وفهم أكثر نضجاً.

‏الحكمة هنا تقول ” الشجرة التي تتفرع بعيداً عن جذورها سرعان ما تذبل، أما التي تعود إليها فإنها تزدهر من جديد ” .

‏وسوريا اليوم، بعودتها إلى البيت العربي، تحمل معها إرثها الحضاري، وثقافتها العريقة، وقوة شعبها الذي صمد أمام المحن.

‏إن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع، لتعزيز هذا التقارب وتحويله إلى تعاون فعال يعيد لسوريا عافيتها، ويمنحها دورها الطبيعي في صياغة مستقبل الأمة. فالوطن العربي لا يكتمل إلا بكل أجزائه، ولا يزدهر إلا عندما يكون أعضاؤه متكاتفين.

‏لنتذكر أن ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا، وأن سوريا لم تكن يوماً غريبة عن قلب الأمة. عودتها ليست مجرد عودة دولة، بل هي عودة روح إلى جسد، وصوت إلى نشيد، وقلب نابض في قلب أمة لا تموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى