المقالات

ثقل المملكة نزع فتيل حرب نووية بين الهند وباكستان

الكبار يُصغون للكبار، وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية – سيدة الأمن والاستقرار في العالم – مع الهند وباكستان، حين نجحت في نزع فتيل حرب نووية بين البلدين. فقد كانت المملكة الدولة الوحيدة في العالم التي أرسلت مبعوثًا خاصًا للقاء قيادتي البلدين، ممثَّلة في معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، الأستاذ عادل الجبير، المخضرم في السياسة الدولية. وقد نجح في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بدأ سريانه من الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الهند (11:30 صباحًا بتوقيت غرينتش) في العاشر من مايو 2025.

لقد وقف العالم متفرجًا، مكتفيًا بتصريحات تدعو إلى التهدئة بين الطرفين المتنازعين في أزمة مفتعلة، تقف خلفها أيادٍ خفية تسعى لإشعال فتنة كبرى وحرب مدمرة بينهما. ومهما كانت أسباب النزاع، فقد صوب كل طرف بندقيته نحو الآخر، وبدأت حرب تقليدية كانت على وشك أن تتحول إلى نووية، لولا لطف الله، ثم سرعة تحرك قيادة المملكة بإرسال مبعوث خاص لهذه الأزمة.

وقد لقيت هذه المبادرة ترحيبًا من الجانبين، إذ إن المملكة تقف على مسافة واحدة من الطرفين، وتربطها بهما مصالح مشتركة عليا. كما أن للمملكة ثقلًا دوليًا وسوابق مشهودة في حل النزاعات الإقليمية والدولية، ما دفع البلدين إلى الموافقة على وقف إطلاق النار والتصعيد.

إن اندلاع حرب نووية في جنوب آسيا سيكون كارثة عالمية كبرى، لا تُحمد عقباها، وقد تطال آثارها الخليج العربي. ونحن لا نزال نذكر حادثة تشيرنوبل في روسيا، وتسرب إشعاعاتها إلى دول أوروبا الشرقية.

إن حس المملكة العميق بالأمن الدولي وحرصها على حفظه، جعل العالم ينظر إليها بعين الثقة والامتنان. وقد أضاف هذا الدور الإنساني بعدًا جديدًا إلى ثقلها الاقتصادي والديني والسياسي، فالمملكة هي حقًا مملكة السلام، منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، وجهودها في هذا السبيل تُدرّس في أروقة ودهاليز السياسة في المعاهد والمنظمات الدولية.

• أستاذ الإعلام الدولي
ورئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى سابقًا

د. محمد هندية

استاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى