حينما يمتنّ الإنسانُ لفعلٍ أو قولٍ صدرَ عن إنسانٍ آخر لبّى له طلبًا، فإن جسدَه وروحَه توحيان بحركةٍ جسديةٍ وبهجةٍ عاطفيةٍ تعبّر عما يُكنّه من امتنان.
وقد سطّر الشعراء قصائد امتنانٍ كثيرة، منها هذان البيتان:
لو أنني أنشدتُ ألفَ قصيدةٍ
لوجدتُها في حقّكم لا تكتفي
سيروا إلى العلياءِ واقتادوا المُنى
وامضوا إلى الإبداعِ دون توقّفِ
هكذا كان مُبدعًا سيدي ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حينما ضمّ يديه على صدره فرحًا وامتنانًا، ردًّا على استجابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدعوته في رفع العقوبات عن سوريا.
إنّ هذه اللغة الجسدية والبهجة الروحية أبكت ملايين العرب والمسلمين، وخاصة الشعب السوري الشقيق، وازدحمت بها شبكات التواصل الاجتماعي العربية والإسلامية؛
إنها حقًّا مشاعر نابعة من القلب، لذلك أسرت القلوب وذرفت منها العيون فرحًا بما سمعت.
وهي دلالة لا تدعو للشكّ على أن قضايا العرب والمسلمين من أولويات سيدي ولي العهد، الذي يعمل في صمتٍ وجدٍّ بعيدًا عن ضجيج الإعلام.
وبهذه المناسبة التي أثلجت قلوب الملايين، وصفّق لها الناس تفاعلًا مع حركته الجسدية بضمّ يديه إلى صدره امتنانًا للرئيس الأمريكي، أقول له:
في الكفِّ التي ضممتَها فرحًا
عنوانُها الحبُّ والسمحاءُ والودُّ
أومأتَ بها على دونالد ممتنًّا
صفّقَ الجمعُ له وسادَ المجدُ
آثارُها أسرتْ قلوبَنا فرحًا
العينُ دمعتْ وأجبرَها الوجدُ
فرّجتَ كربًا عن شامنا زمنا
سادَه الخوفُ والجوعُ والوَأْدُ
لا فُضّ فوكَ وسُلّمتْ لك اليدُ
على ما صنعتَ فليس دونَها بُدُّ
يا ربّ، اكتُبْه في اللوحِ مكرمةً
وسدّدْ خطاهُ، يا صمدُ يا فردُ
• أستاذ الإعلام الدولي
ورئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى سابقًا