المقالات

نتنياهو يخاطب العالم ويلصق جرائمه بالفلسطينيين

روّج الإعلام العبري لرواية نتنياهو التي اتّهم فيها الفلسطينيين بأنهم قتلة ومجرمون، يقتلون الأطفال ويخطفون المدنيين، في محاولة للرد على المواقف الدولية، لا سيما من فرنسا وبريطانيا وكندا، التي عارضت توسيع نطاق الحرب وحثّت على وقفها.

لقد أسقط نتنياهو جرائمه التي شاهدها العالم بأسره، من قتل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، رجالًا ونساءً وشيوخًا وأطفالًا، وتدمير شامل للبنية التحتية في قطاع غزة، حتى المستشفيات لم تسلم من قصفه، ناهيك عن إصابة أكثر من 4,000 طفل بإعاقات دائمة.

إن الدعاية الإسرائيلية المضلِّلة ضد الفلسطينيين يجب أن تُواجه بحملة إعلامية عربية مضادة، تُسمّي الأمور بمسمياتها وتصف ما ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني بأنه “هولوكوست فلسطيني”، يوازي ما ارتكبه هتلر بحق اليهود في الحرب العالمية الثانية. فالدعاية السوداء التي تروّج لها إسرائيل ينبغي أن تُقابل بإعلام يفضح الحقائق ويدحض المزاعم، مدعومًا بالصور والفيديوهات، عبر القنوات والصحف العربية.

ويجب استخدام أساليب دعائية فعالة، مثل تشويه الصورة النمطية للعدو، وأسلوب المقابلة (الحق مقابل الباطل، الخير مقابل الشر، والثواب مقابل العقاب)، وهي من أبرز أساليب الإعلام الدعائي.

إن قلب الحقائق ومحاولة تحميل الفلسطينيين مسؤولية ما يجري على الأرض في غزة لم يعد يضلل الرأي العام العالمي، والضغط الدولي على إسرائيل نجح في كسر الحصار وإدخال المساعدات إلى القطاع.

فالدعاية أثناء الحروب والأزمات لا تقل أثرًا عن وقع الرصاص والمدافع والقصف الجوي والبحري. والحروب الإعلامية بين الدول تمثّل مجالًا واسعًا في علم الإعلام، له أكثر من مئة مرجع وكتاب، ولا يسع المقام لذكر جميع أساليبه ومضامينه وتوقيته.

ولا يختلف اثنان على أن الإعلام هو خط الهجوم الأول وخط الدفاع الأخير في الحروب الإقليمية والدولية.

• أستاذ الإعلام الدولي
ورئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى سابقًا

د. محمد هندية

استاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى