الهلال سيد الكرة العربية والآسيوية

إنها ملحمة من ملاحم الكرة العالمية تلك التي جمعت بين مانشستر سيتي والهلال، والتي أُطلقت عليها بحق ” ذات العزائم ” .
خاض الهلال هذه المباراة وهو يعاني من نقص في أهم عناصره الأساسيين : تمبكتي، وميتروفيتش، والقائد سالم الدوسري ، الذين حُرم الفريق من خدماتهم بسبب الإصابات. وزاد من ظلم الهلال في هذه المواجهة تغاضي الحكم عن لمسة اليد الواضحة في الهدف الأول لمانشستر سيتي، وحرمان الهلال من ركلة جزاء مستحقة.

ومع ذلك ، كان عزم لاعبي الهلال أقوى من كل الظروف ، مصداقًا لقول أبي الطيب المتنبي:

> على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ
وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

لقد أكرم الهلاليون الشعب السعودي والعربي والآسيوي بأداء رائع وأهداف جميلة ، قدموا وجبة كروية فاخرة اتسمت بالندية والقتال فوق المستطيل الأخضر ، سواء بالكرة أو من دونها.

قرأت اعترافًا بهزيمة مانشستر سيتي من تصريحين : الأول لمدرب فريق مان سيتي غوارديولا الذي أشاد بقوة الهلال وتميّز لاعبيه ، والثاني لمهاجمه السويدي هالاند الذي أكد الأمر نفسه. وهذا يدل على الروح التي لا تعرف الهزيمة، والتي منحت الهلال ثقة أكبر في نفسه.

إن هذا الفوز المستحق على أحد أقوى فرق العالم ، وسحقه بأربعة أهداف ، يوجه إنذارًا أحمرا لكل فرق العالم بأن السعوديين قادمون بقوة إلى الساحة الكروية العالمية ، وأن الدوري السعودي بات من أقوى خمسة دوريات في العالم.

ويُهدى هذا الإنجاز إلى دعم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – اللذين أعطيا الضوء الأخضر للانطلاق نحو العالمية، من خلال زيادة الإنفاق على الرياضة وتأسيس أعظم الملاعب والمنشآت الرياضية.

كنت شخصيًا قلقًا مما يُتداول في شبكات التواصل العربية والآسيوية، من توقعات بأن مانشستر سيتي – الذي تزيد قيمته السوقية ثلاثة أضعاف على قيمة الهلال – سيفوز بسهولة. لكنني كنت على يقين أن تلك المحاولات التثبيطية ستنعكس أثرًا إيجابيًا. وقد حدث ما توقعت، فسحق الهلال مانشستر سيتي بأربعة أهداف في إنجاز غير مسبوق.

كل التقدير والامتنان لفريق الهلال على هذه الملحمة الكروية الرائعة.

• أستاذ الإعلام الدولي