حللتَ أهلاً ووطئتَ سهلاً.
سيادة الرئيس، كنتُ من أوائل من تنبأ — بل جزم — بفوزك في انتخابات الرئاسة قبل شهر من انطلاقها، مخالفاً بذلك معظم وسائل الإعلام الأمريكية والدولية التي كانت تُروّج للمرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس. وقد بنيت توقّعي على معطيات سبق أن سردتها في مقال نُشر بهذه الصحيفة، مستنداً إلى خبرتي الطويلة التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً في مجال الإعلام الدولي.
كن قوياً كما عهدناك في فترتك الأولى، التي نعم فيها العالم بسلام نسبي، ولم تشهد كوارث كالتي شهدناها في عهد الإدارة السابقة الضعيفة بقيادة بايدن. ومع بالغ التقدير لشخصكم الكريم، آمل أن تتسع صدوركم لعرض بعض الآراء بشأن زيارتكم إلى دول الخليج العربي:
نُثمّن عالياً قراركم جعل المملكة العربية السعودية أولى محطات زيارتكم الخارجية، وهو توجه يُدلل على وعيٍ سياسي عميق لا يُنكره أحد، لما للمملكة من ثقل دولي، وعلاقات استراتيجية ممتدة مع الولايات المتحدة لعقود. كما نُشيد بعمق الصداقة التي تجمع بين الشعبين الأمريكي والسعودي. فمرحباً بقدومكم، سيادة الرئيس.
يُقال إن للإنسان أذنين ولساناً واحداً، كي يستمع أكثر مما يتكلم. والمأمول من سيادتكم أن تُصغوا إلى أصوات حكماء وعقلاء المنطقة، فهم الأدرى بشؤونها، وكلماتهم كفيلة بضمان استقرارها وأمنها — وهو أمر يصب في مصلحة الاقتصاد والاستثمارات الأمريكية أيضاً.
سيادة الرئيس، وأنت تعبر بطائرتك الرئاسية فوق البحر الأبيض المتوسط، وتحلّق فوق أول نقطة على اليابسة، غزة — ألم تلمح قدور أهلها الفارغة تتلألأ تحت أشعة الشمس؟ ما ذنب شعب غزة في هذا الحصار والتجويع؟ قد تكون لك معركة مع “حماس” وتصنيفها كما ترى، لكن الشعب لا ذنب له. لقد هُدمت منازلهم، ودُمرت بنيتهم التحتية بشكل مأساوي. وإننا نأمل منكم رفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً.
أخيراً، زيارتكم كانت مثمرة، تحقق مصالح الولايات المتحدة ومصالح شعوب المنطقة، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والتطور.
مع خالص التحية والتقدير،
• أستاذ الإعلام الدولي
• رئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى سابقاً