مع اشتداد السباق نحو رئاسة نادي الاتحاد، تتجه الأنظار نحو الكرسي الساخن في شركة النادي غير الربحية، بين مرشحين أحدهما خاض التجربة من قبل، والآخر يحمل رؤية جديدة تقف على خمس ركائز واضحة.
أنمار الحائلي، الذي نال فرصته الكاملة خلال المرحلة السابقة، لا يزال يثير الجدل حول أدائه، خصوصًا في بطولة كأس العالم للأندية التي استضافها الاتحاد في جدة.
فقد حمّله كثير من الجماهير مسؤولية الإخفاق في تجهيز الفريق، بداية من تسجيل لاعبين مصابين، أبرزهم الكابتن أحمد حجازي، الذي كان من الواضح أنه لن يتمكن من المشاركة بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي، مرورًا بالتعاقد مع المدافع الإيطالي فليبي لويس الذي لم يكن في مستوى الطموح.
وفي المقابل، يبرز اسم المهندس فهد سندي كخيار واعٍ ومدروس، يلقى قبولًا واسعًا لدى شريحة كبيرة من الجماهير الاتحادية التي تتطلع إلى مرحلة جديدة قوامها الاستقرار والحوكمة والاحترافية.
لفت انتباهي إعلان الأستاذ فهد سندي لترشحه عبر تغريدة قال فيها:
“وانطلاقًا من ثقة مؤسسة النادي غير الربحية، ودعم أعضاء الشرف الكرام، واستجابةً لصوت الجماهير المطالبة بالاستقرار والاستمرارية ووحدة الصف، أُعلن—بعون الله وتوفيقه—قراري الترشح لرئاسة نادي الاتحاد للموسم القادم، واضعًا هذه الأمانة العظيمة على عاتقي بكل تواضع والتزام.”
لكن ما لفتني أكثر هو وضوح رؤيته للمرحلة المقبلة، والتي حدد ملامحها من خلال خمس ركائز رئيسية:
- الاتحاد للجميع
- الحوكمة والانضباط
- تطوير الكفاءات
- جاهزية عالمية
- استدامة مالية
وبكل صراحة، يمكن القول إن هذه التغريدة تمثل ملفًا انتخابيًا مختصرًا ومحترفًا، ينسجم مع التحول الوطني في المجال الرياضي الذي تقوده رؤية المملكة 2030، ولا يمكن أن يترجم على أرض الواقع إلا من تشرّب هذه الرؤية وعمل ضمنها في القطاعين الحكومي والخاص.
بمثل هذه العقليات يتم استكمال البناء المؤسسي، وتتلاشى العشوائية التي عانى منها الاتحاد كثيرًا في السنوات الماضية، تلك العشوائية التي أرهقت النادي إداريًا وماليًا، وكبّدته ديونًا كان بالإمكان تجنّبها.
وبالنسبة لي، فأنا لا أنحاز للأشخاص بقدر ما أنحاز إلى مؤشرات النجاح، وأميل دائمًا إلى من يملك مشروعًا واضحًا.
وأرى أن المهندس فهد سندي هو رجل المرحلة بامتياز، ليُكمل ما بدأه المهندس لؤي مشعبي، الذي عمل بصمت وحقق نجاحًا ملموسًا، بعيدًا عن الضجيج، قريبًا من جوهر العمل.
الاتحاد اليوم لا يحتاج إلى شعارات، بل إلى مشروع.
ولا يحتاج إلى استعراض، بل إلى استدامة.
وهذا ما وعد به سندي.. وصدقه الجمهور


