المقالات

هل فعلاً ستتراجع نسبة الأجانب إلى 30% بحلول 2030؟

كاتب اقتصادي قال: بحلول 2030 ستتراجع نسبة الأجانب في المملكة إلى 30%

بتاريخ 16 محرم 1447هـ، الموافق 11 يوليو 2025م، نشرت إحدى صحفنا المحلية مقالًا اقتصاديًا للدكتور محمد القحطاني، ذكر فيه “أن نسبة الأجانب في المملكة ستتراجع بحلول عام 2030 إلى 30%، وأن إقامتهم ستقتصر على أصحاب الكفاءات فقط. وأوضح أن كفاءة هؤلاء الأجانب ستكون معادلة لنحو 60% من حيث القوة الاقتصادية والإنتاجية”، مشيرًا إلى أن الاقتصاد السعودي مقبل على عصر جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب عمالة نوعية تتمتع بمهارات عالية، لا تتوفر – بحسب رأيه – إلا في دول ذات اقتصادات متقدمة.

وأقول – وبالله التوفيق – إن ما ذكره الدكتور القحطاني بشأن تراجع نسبة الأجانب إلى تلك النسبة هو أُمنيتنا جميعًا، سعيًا إلى تشغيل العاطلين من أبناء هذا الوطن بدلاً من استقدام ذوي المهارات من الخارج. ونأمل أن تكون تلك “العمالة النوعية” من شباب الوطن، لا من غيره.

ولتحقيق هذه الأمنية، لا بد من الحرص على تمكين أبناء الوطن من اكتساب تلك المهارات، وذلك من خلال توفير معاهد متخصصة تُعنى بتدريب الشباب وتأهيلهم في المجالات الإدارية، والفنية، والهندسية، والتشغيلية، وغيرها. ففرحة الوطن الحقيقية لا تكتمل إلا بسواعد أبنائه المؤهلين.

لكنني – وبكل صراحة – أرى أن الدكتور القحطاني ربما كان يحلم حين قال إن نسبة الأجانب ستتراجع، فلو قال: “ستزيد نسبتهم إلى 30% بحلول 2030” لكان أقرب إلى الواقع، خاصة في ظل تهافت الشركات العالمية على الاستثمار في وطننا الغالي، كما تهافتت الضباء على خراش! فما دَرَى خراشٌ ما يصطاد.

هذه الشركات ستتوافد إلى المملكة وتستقر فيها، لا من أجل السياحة، بل من أجل الاستثمار، وهذا أمر إيجابي، لكنه يستوجب الاستعداد له بكفاءات وطنية، قادرة على العمل والمنافسة.

وأتفق مع الدكتور القحطاني في أن الاقتصاد السعودي قادم على عصر جديد، لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي فحسب، بل كذلك على السواعد الفتيّة، والعقول الناضجة، والأفكار النيرة من أبناء هذا الوطن العظيم.

نسأل الله لوطننا الغالي الرفعة والتطور في جميع مناحي الحياة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى