ونحن على أبواب موسم الحج لهذا العام 1446هـ، تتجه الأنظار إلى الجهود العظيمة التي تُبذل استعدادًا لاستقبال ضيوف الرحمن، وإلى القائمين على هذا الشرف العظيم من رجال الدولة والمسؤولين الذين نذروا أنفسهم لخدمة الحجاج والمعتمرين. ويأتي في مقدمة هؤلاء معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ –وفقه الله– الذي يستعد كما عوّدنا، لامتطاء راحلته مجددًا في رحلة جديدة من العطاء والعمل.
ولعلنا، قبل الحديث عن مهامه المقبلة، نعود قليلًا إلى شهر رمضان المبارك الذي مضى قريبًا، وقد أودع كل مسلم في صحيفته ما كتب له من صيام وقيام وتلاوة للقرآن، إلى جانب ما يسره الله له من الصدقات كإفطار الصائمين، والإحسان إلى الضعفاء والمساكين. وكان الشهر كله بركة على الصائمين ليلًا ونهارًا.
ولا شك أن معالي الوزير نال نصيبه من هذه البركات، وتفرّغ –كغيره من المسلمين– لعبادة ربه في هذا الشهر الفضيل، طمعًا في ما وعد الله به عباده الصائمين، وقد هدأ وأناخ راحلته، لكنه لم يكن بعيدًا عن ميدان العطاء.
ففي رمضان، أشرف معاليه على برنامج خادم الحرمين الشريفين لتفطير الصائمين، الذي أصبح حديث المجالس، حيث قُدمت الموائد في بلدان عدة، بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة من سمو ولي العهد –حفظهما الله– تجسيدًا لحرص القيادة على تلمّس حاجات المسلمين حول العالم.
واليوم، وبعد أن ودّعنا الشهر الكريم، يستعد معاليه لرحلة جديدة، سيركب فيها راحلته متجهًا يمنة ويسرة، لمواصلة مسؤولياته في خدمة الدين والمليك والوطن، من خلال زيارات دعوية، واجتماعات داخلية وخارجية، تأكيدًا على رسالته المستمرة.
ومن المؤكد أن وجهته الأولى ستكون نحو الإشراف المباشر على موسم الحج والعمرة لعام 1446هـ، حيث يصل ضيوف الدولة من الحجاج لأداء النسك، وسيكون معاليه –كما في كل عام– في مقدمة مستقبليهم، مشرفًا على راحتهم، منذ لحظة وصولهم إلى أرض الوطن المبارك، وحتى عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين.
وبمرافقة مطوفين متمكنين، وفهمٍ عميق لشعائر النسك، سيكون معاليه حاضرًا في تفاصيل الخدمات، من مساكنهم وتنقلاتهم، إلى تسهيل أداء المناسك في المشاعر المقدسة، بكل ما يليق بضيوف خادم الحرمين الشريفين.
وفي الختام، نقول لمعاليه:
أعانك الله يا صاحب الفضيلة على أداء مهنتك الشريفة في الأراضي المقدسة، فقد حملت أمانة عظيمة، وما أثقلها! فجزاك الله خيرًا، وأكثر من أمثالك، ونفع بك المسلمين.