المقالات

حي المرتفعات بالباحة !

تشعر بالسعادة وأنت تجوب أرجاء منطقة الباحة، حيث الطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة؛ فقد اكتست الجبال والأودية بالخضرة، إضافة إلى ما حظيت به من بعض المشاريع السياحية الحكومية والاستثمارية الخاصة ببعض المواطنين. لكنها ما زالت تحتاج إلى مضاعفة الجهود للحاق بما تشهده المناطق السياحية الأخرى من نهضة شاملة في شتى المجالات. فمنذ صعود جبال شمرخ تشاهد قرى زهران وقد اتصلت ببعضها، وكذلك الحال في قرى غامد، وعند السفر ليلاً تشاهد أنوار الكهرباء متصلة وكأنك تسير في مدينة واحدة؛ فالعمران انتشر في سفوح الجبال وفي الأودية، وتشابكت القرى مع بعضها ولم يعد يفصلها إلا المسميات فقط.

لقد شدتني كلمة سعادة أمين الباحة الدكتور علي السواط في إحدى المناسبات هذا العام، حينما قال: “سنحافظ على مسميات القرى في منطقة الباحة، وستبقى المسميات ثابتة ولن تتغير.” وهذا عمل يُشكر عليه سعادته، لأنه بهذا التوجه يُحافظ على الموروث والأصول المتجذرة منذ آلاف السنين. فجميع القرى لها تاريخ كبير، وليس من السهولة أن يُطمس بمسميات جديدة. فمثلًا، تم استبدال قرى: العباس، وعراء، وحصن بن زين، ودار الرمادة، ودار الجبل، وحصن مضحاة، ووادي العلي، والعطاردة، والغشامرة، والعقشان، والخويتم، والمفارجة وغيرها، بمسمى حي المرتفعات، وأصبحت المعاملات الرسمية تعتمد على هذا المسمى وأُهملت أسماء القرى. وفي نظري أن ذلك سيؤدي إلى إلغاء تلك المسميات، وستصبح مع مرور الزمن في حكم النسيان، الأمر الذي يتطلب أن تكون المسميات: {حي العباس، وحي وادي العلي، وحي عراء} وهكذا في بقية القرى التي أشرنا إليها سابقًا.

لقد شهدت قرى العباس هذا العام، كبقية الأعوام السابقة، برامج وأنشطة مختلفة رياضية وثقافية واجتماعية ودينية، بإشراف من معرف القرية الشيخ أحمد بن إبراهيم رداد ومعالي الشيخ سعد بن علي الموسى، وبجهود ذاتية من أبناء القرية الذين أخذوا على عاتقهم هذه المسؤولية التي كُتب لها النجاح والتفوق الكبير طوال الأعوام الماضية وهذا العام.

كما أنشأت أمانة الباحة منتزهًا على أحد سفوح جبال العباس، وتم تزويده ببعض ألعاب الأطفال والمظلات وزراعة بعض مساحاته بالنجيلة، لكنه بحاجة إلى اهتمام أكبر؛ فدورات المياه مقفلة ولا يوجد عمالة للنظافة في الموقع. وهذا يستدعي من الأمانة الاهتمام بهذا المنتزه أسوة ببقية المنتزهات الأخرى. ويتمنى أهالي القرى المحيطة بالمنتزه من سعادة أمين الباحة الدكتور علي السواط أن يقف شخصيًا على الموقع، ويوجه الإدارات ذات العلاقة بتحقيق جودة الحياة في المنتزهات، من خلال توفير جميع وسائل الراحة والترفيه فيه، وإعادة سفلتة الطرق المؤدية إليه وتشجيرها وزيادة الإنارة لإدخال الطمأنينة على مرتاديه، خاصة في الفترة المسائية. كما يطالب أهالي العباس بأن يُطلق عليه مسمى منتزه العباس نسبة إلى المكان الذي يقع فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى