حينما تلتقي عظمة المكان بقدسية الحدث، يشرق نور القرآن من أرض الحرمين ليضيء قلوب المؤمنين في أصقاع الدنيا. ومن رحاب مكة المكرمة، ارتفعت منابر الشرف في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، لتعلن عن نجاح باهر يليق بمكانة المملكة ودورها الريادي في خدمة كتاب الله تعالى.
إن هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة مباركة بفضل الله أولًا، ثم بفضل الدعم السخي من قيادتنا الرشيدة التي جعلت خدمة القرآن الكريم وأهله في صميم رسالتها، وبإشراف معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي أحاط هذه المسابقة بعنايته ورعايته حتى غدت منارةً عالمية يشع منها نور القرآن في كل اتجاه.
ويزداد هذا الحدث بهاءً حين شرفه بالحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز آل سعود، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – تأكيدًا على مكانة القرآن وأهله في قلب القيادة، وتجديدًا للعهد بأن المملكة ستبقى دائمًا حصنًا حصينًا وراية خفاقة لخدمة كتاب الله.
ولأن القرآن هو مصدر العزة والرفعة، فقد كان فوز المتسابقين القادمين من مختلف بقاع العالم مشهدًا مؤثرًا، جمع القلوب على مائدة واحدة، وأثبت أن المملكة لا تجمع الحجيج فقط، بل تجمع الأرواح على كلمة الله.
نسأل الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – أيدهما الله – خير الجزاء على ما قدماه من عناية ورعاية لخدمة الإسلام وكتابه العظيم، وأن يديم على بلادنا أمنها ورخاءها وريادتها.
