المقالات

الباحة: حيث يختبئ الجمال… ويتعثر الاستثمار!

حين قررت الطبيعة أن تستعرض مواهبها، وقفت شامخة على مرتفعات الباحة، وبدأت ترسم لوحتها العجيبة: جبال تهمس للغيوم، وغابات تصفق للريح، وضباب يأتي كل صباح ليوقظ الشجر على أنغام الندى. في الباحة، لا تحتاج مؤثرات بصرية ولا ميزانية تسويقية؛ يكفيك أن تفتح نافذتك لتشاهد الدنيا تُصافحك بابتسامة خضراء.

لكن… يبدو أن هذه اللوحة البديعة تُعرض منذ سنوات في صالة مهجورة!

فرجال الأعمال – زادهم الله حرصًا على أموالهم – يلقون نظرة سريعة على الباحة، ثم يُغيرون الوجهة إلى مشروع جديد في منطقة أخرى.

أما الباحة؟ فهي هناك، تنتظر… منذ أعوام!

انتظرت مشاريع سياحية وُضع حجر أساسها في غابتي رغدان وخيرة وسط تصفيق المسؤولين وعدسات الإعلام، ثم… سكتت الآلات، ونامت الرافعات، وبقي السياح يتجولون بين بقايا أحلامٍ توقفت عند المخطط التنفيذي.

وهنا لا نُوجِّه اللوم لرجل الأعمال فقط، بل نُرسل بطاقة تذكير للجهات الداعمة والصناديق الوطنية:

يا أصحاب القرار، يا مَن بأيديكم مفاتيح التنمية…!

السياحة في الباحة لا تحتاج إلى “رؤية” وحماس الأمين فقط، بل إلى أذرعٍ داعمة تموِّل وتُنفِّذ، وقوانين تُسهِّل، وخطوات تُسرِّع.

فإن اجتمع جمال الباحة، وحماس المستثمر، ودعم الجهات المختصة، عندها فقط ستصبح الباحة تجربة سياحية عالمية… لا مجرد وجهة مهملة تنتظر من يُنقذها من التأجيل الأبدي.

وفي الختام، نقولها صراحة:

إن كانت الطبيعة قد أدّت واجبها، والمستثمر مستعد، فما الذي يُعيق التنفيذ إذًا؟!

يا سادة، الباحة ليست فقط مكانًا للتنزه، بل مشروع وطني واعد يجب أن يُنجز، لا أن يُنشَّط بمبادرات موسمية ثم يُركن على الرف بقية أيام السنة

محمد علي الزهراني

رئيس تحرير جريدة المدينة الأسبق

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. منطقة الباحة وبعض مناطق الجنوب مناطق قروية كانوا يعتمدون على الارض ومحاصيلها والبهائم ومنتجاتها..
    ولكن اخيرا هجرها اهلها قبل السياح وذلك بحثا للعلم والعمل لان الارض ماعاد توفر لهم متطلبات الحياة وذلك للتطورات الحياتية.
    كانت هجرتهم الى المناطق والمدن الكبيرة بحثا عن العلم وبحثا عن الوظيفة.
    واصبحت الباحة مهجورة من اهلها. فقد يعود عليها بعض كبار السن الذين تقاعدوا للعيش فيها ولكن ليس هناك عوامل جذب للشباب حتى يعودوا ويستقروا فى الباحة.
    لهذا يجب ايجاد ما يجعل شباب المنطقة العودة والاستقرار فى الباحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى