المقالات

الاهتمام بالمقابر تكريم للموتى!

في زيارتي لإحدى المقابر في الباحة لفت انتباهي انتشار الأعشاب بكثرة في كل أرجاء المقبرة، حتى إن بعض القبور غُطيت بالكامل ولم تعد تُشاهد، بينما اختفت معالم بعض القبور الأخرى بفعل شدة الأمطار، ومنها ما تهدم فاختلطت التربة برفات الأموات. وعند انتقالي إلى مقبرة ثانية وثالثة وجدت المشكلة نفسها، مما دفعني للتساؤل كلما رأيت مقبرة في أي موقع: هل هي على هذه الحال؟ فأجد أن المشكلة عامة وليست خاصة.

لقد أثرت تلك المناظر في نفوس الكثيرين، وجعلتني أتساءل: على من تقع المسؤولية؟ فوجدت أنها تقع أولاً على وزارة الشؤون البلدية والقروية، كونها الجهة المشرفة على إنشاء المقابر، بينما تتحمل وزارة الثقافة والهيئة العامة للسياحة والتراث مسؤولية المقابر التاريخية والأثرية. ومع ذلك، فإن هذا لا يعفي الأهالي من دورهم، إذ يجب عند زيارتهم لتلك المقابر ومشاهدة ما يؤثر على نظافتها أن يبادروا بإبلاغ الجهات المختصة أو المقتدرين من أبناء القرى.

وقد كتبت عما شاهدته في إحدى المقابر عبر قروب القرية، فتفاعل عدد من المحسنين – جزاهم الله خيرًا – ورغب كل منهم في العمل لوجه الله. نحن فقط بحاجة إلى من يذكّر، فهناك الكثير من أهل الخير ممن وُفقوا لخدمة هذه الأعمال.

ولا ننكر جهود بعض أهالي القرى في حفر القبور وإعدادها لتكون جاهزة لدفن الموتى – رحمهم الله – غير أن تسوير المقابر وتعهدها بالحماية والصيانة والنظافة من أولى الأعمال التي حث عليها ديننا الحنيف وكثير من العلماء والدعاة، شرط ألا يكون هناك مبالغة في التشييد، أو رفع القبور لتمييزها، أو الكتابة عليها، وغير ذلك مما يتنافى مع هدي الإسلام.

ومما لا شك فيه أن إهمال المقابر وانتشار الأشجار والأعشاب فيها يتيح المجال للدواب والحشرات لاتخاذها مساكن، بينما الاهتمام بها يعكس احترامنا لمن فقدناهم، ويؤكد تقديرنا لمشاعر أسرهم وزوارهم. إن نظافة المقابر والعناية بها صورة من صور الإحسان التي يجب الالتزام بها والحث عليها، فهي احترام للموتى، وتكريم للأحياء الذين يزورونهم بالسلام والدعاء.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نعم صحيح لابد من الاهتمام اولا بالمقابر القديمه الغير مفعله صيانتها من الداخل وقص الأشجار وايضا وضع فتحات بالجدار للوقوف والدعاء لهم من الخارج .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى