
مقدمة
بمناسبة بلوغي عامي الثامنة والسبعين، وتأملًا في رحلة العمر التي تمر سريعًا كلمح البصر، أهديكم هذه الكلمات التي خاطبت بها الزمن:
ثَمَانُونَ عَامًا،
تَمْضِي إِلَّا سَنَتَان،
تَرْكُضُ أَمَامِي
دُونَ اسْتِئْذَان.
يَقُولُونَ:
«مِنْ طَبْعِ الزَّمَانِ التَّأَنِّي»…
فَلِمَاذَا التَّعَجُّلُ؟
وَلِمَاذَا التَّجَنِّي؟
يا زَمَنُ…
هَلْ ضَاقَتْ أَيَّامُكَ عَن خُطَانَا؟
أَمْ أَنَّكَ تَخْشَى أَنْ نُفَارِقَكَ
قَبْلَ أَوَانَا؟
ثمانون عامًا،
مَا بَيْنَ لَحْظَةٍ وذِكْرَى،
مَا بَيْنَ بُسْمَةٍ وَدَمْعَة،
مَا بَيْنَ قَلْبٍ يَخْفُقُ بِحُبِّ الحَيَاة،
وَرُوحٍ تُرَدِّدُ:
كُلُّ الْأَعْمَارِ بِيَدِ الله.
أشْكُرُكَ رَبِّي
عَلَى نِعْمَةِ العُمْر،
عَلَى نِعْمَةِ الإيمَان،
عَلَى نِعْمَةِ الرِّضَا.
فَاجْعَلْ مَا بَقِيَ مِنْ أَيَّامِنَا بَرَكَة،
وَحَسَنَاتٍ تُزَاحِمُ سِنِينَ العُمُر،
وَأَثَرًا طَيِّبًا يَبْقَى بَعْدَ الرَّحِيل…
فَالْحَيَاةُ الحَقِيقِيَّة،
لَيْسَتْ فِي طُولِ العُمْر،
بَلْ فِي رِضَى الرَّحْمَن،
وَخِدْمَةِ الإِنسَان.




