المقالات

جمعية الأدب المهنية: ماذا بعد؟

قبل أيام شهدنا انتخابات مجلس إدارة جديد لجمعية الأدب المهنية، بعد انقضاء فترة المجلس السابق وإبراء ذمته المالية أمام أعضاء الجمعية العمومية.

جرت الانتخابات عن بُعد، وأديرت إلكترونيًا باحترافية عالية من قبل الأستاذ عبدالرحمن السيد، وشهدت تفاعلاً إيجابيًا كبيرًا من قِبل أعضاء الجمعية العمومية. وقد أسفرت عن مجلس شبه جديد يضم أسماء معروفة أساسًا في الوسط الثقافي، وأخرى جدد لها الأعضاء الثقة للانتقال من المجلس السابق إلى اللاحق. وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا حول الأسماء الراحلة أو القادمة، فإن ما يهمني أنني وزملائي مارسنا حقنا النظامي في التصويت، سعيًا لوصول من نراه الأجدر كفاءة وخدمة للمصلحة العامة.

اليوم، وبعد اعتماد مجلس الإدارة الجديد، لا بد من التذكير بأهمية المرحلة القادمة، والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق المجلس في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في ضلعها الثقافي، المرتكز على هويتنا العربية والإسلامية، وإرثنا الثقافي الوطني الغني بكل مقومات التأثير الحضاري.

كما ينبغي التأكيد على أهمية مراعاة التنوع الثقافي والفكري الذي تتمتع به بلادنا، فهذه الجمعية ملكٌ مشاع لجميع أبناء الوطن وبناته، ولا مجال فيها للفئوية أو الشللية أو الإقصاء، فالمشاركة مكفولة للجميع ضمن إطار المحددات الوطنية والفكرية والأخلاقية والثقافية.

تزخر بلادنا بعدد كبير من الكفاءات في مختلف الفنون الأدبية، منهم من أخذ نصيبه من الاهتمام، ومنهم من لا يزال ينتظر بارقة أمل تلوح له بعيدًا عن التجاذبات. ومن هنا، فإن آلية اختيار سفراء الجمعية في مناطق المملكة يجب أن تراعي هذا التنوع، وأن ينعكس الأمر كذلك على البرامج والفعاليات والمشاركين فيها.

المجلس الجديد أمام مجموعة من الفرص الهائلة للدفع بالجمعية نحو إنجاز نوعي، بعد تجاوزها حُمّى البدايات، والاستفادة من تجربة المجلس السابق. ومن أبرز هذه الفرص: الإفادة من التنوع الثقافي الذي تزخر به بلادنا، المتمثل في مشهد وطني غني بكفاءات مؤهلة أكاديميًا ومبدعة فنيًا.

إن قدرة المجلس الجديد على مدّ جسور التواصل مع جميع ألوان الطيف الفكري والثقافي السعودي، هي حجر الزاوية في بناء واقع ثقافي حيوي ومتفاعل ومؤثر يليق بمكانة المملكة.

ودُرّة الفرص أمام المجلس هي ما تحظى به الثقافة وأهلها من دعم ورعاية وتمكين من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين – أيّده الله – وسمو ولي العهد الأمين – يحفظه الله – ممثلةً في وزارة الثقافة.

ختامًا، لا بد من التأكيد على أن تشكيلة المجلس الجديد تضم قامات تمزج بين الخبرة وروح الشباب، وأحسب أنها قادرة على التقاط الآراء المفيدة، والاستماع للنقد الهادف، وتحديد الأولويات والاحتياجات، وتفعيل الإجراءات التي تضيف رصيدًا جديدًا لمشهدنا الثقافي، بعد تحويل الفرص المتاحة إلى رافعة تصعد بالعمل الثقافي إلى هرم النجاح.

• عضو الجمعية العمومية – الخب

ماجد بن محمد الجهني

عضو الجمعية العمومية – الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى