المقالات

رسالة وزير الإعلام.. النقد واجب والإعلام عين الوطن

في لقاءٍ متلفز لمعالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، قال فيه:

“ليس مطلوبًا من الإعلام أن يخدع الدولة، فأحد الأدوار الأصيلة المناطة بالإعلام هو كشف العيوب. هذا دور الإعلامي الذي يجب القيام به، وطالما نحن نتحدث ضمن الحرية المنضبطة، فنحن نشجع الإعلام على كشف العيوب. ومن حق المواطنين على الإعلاميين أن يتحدثوا بالطريقة المناسبة التي يرونها في خدمة بلدهم. فوسائل الإعلام عندما تنتقد الخدمات أو تنتقد أي وزارة، فهذا جزء من واجبها، وهو يقدم خدمة للحكومة. ولا نعتبر ذلك سلبية، بل على العكس، فالنقد واجب أصيل على وسائل الإعلام”. انتهى حديث معالي الوزير.

شاهدتُ، كغيري، هذا اللقاء المسؤول المتميز بالشفافية والوضوح، وكأن معالي الوزير يرغب في إيصال رسالة إعلامية مهنية إلى جميع الإعلاميين، مفادها أن دولتنا – رعاها الله وأيدها – ليست بحاجة إلى خداع وكذب وتزييف للحقائق أثناء الطرح الإعلامي، بل هي بأمسِّ الحاجة إلى الطرح الواعي الصادق والمنضبط كما وصفه معالي الوزير.

ولعل رسالة معاليه تصل إلى بعض المتزلفين من الكتّاب الذين يعتقدون أنهم يُحسنون صنعًا بأطروحاتهم الموغلة في المديح والمجاملات، والتي لا تفيد الوطن بقدر ما تضرّه. فمن ينتهج ذلك النهج إنما يُسوّق لنفسه فقط، ولا يهمه مصلحة الوطن ولا قضايا المواطنين الاجتماعية، وذلك من خلال مجاملة المقصّرين في أعمالهم، والسكوت عن إظهار الحق، والمساهمة في تغطية عيوب الفاسدين بستار الإخلاص والتقية.

بلادنا – ولله الحمد – لديها من الإنجازات والإبداعات والتفوق في جميع المجالات ما يُغنيها عن المديح والإطراء الفج. فالعمل الناجح الذي يقوم به أي موظف، أو تقوم به أي وزارة أو مؤسسة خدمية، هو واجب وطني لا يُشكر عليه أحد؛ فلولا ذلك الواجب لما وُجد الموظف في مكتبه أصلًا. وبالتالي فإن من يستهويه المديح الإعلامي من الموظفين لن ينجح في أداء مهام وظيفته، وعليه أن يبقى في منزله ليرى: هل هناك من يمدحه؟!

الإعلام المهني الصحيح هو بمثابة عين الدولة وأذنها اللتين ترى بهما وتسمع. وإذا أدرك الفاشلون والفاسدون من موظفي الدولة والقطاع الخاص أن هناك إعلامًا يراقبهم ويكشف عوارهم للمسؤول، فسوف يحسبون ألف حساب لكل خطوة عملية يقومون بها.

وعودًا على بدء، فإنني من هذا المنبر الإعلامي – صحيفة مكة الإلكترونية – أقدّم جزيل شكري وامتناني لمعالي وزير الإعلام على رسالته الإعلامية المسؤولة، التي يجب أن يتقيّد بها جميع الإعلاميين كخارطة طريق فاعلة لرسم منهج إعلامي وطني صادق ومخلص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى