المقالات

الوطن أنشودةٌ وميثاقٌ

عندما نحتفل بيومنا الوطني في الأول من الميزان الذي يصادف الثالث والعشرين من سبتمبر,..تغمرنا – نحن أبناء الوطن وبناته – مشاعر الفرح العميق والبهجة والزهو ونشعر بكل ذرة في كياننا أن الوطن يجمعنا في بوتقة وحدة وطنية لا مثيل لها بين البلدان، واليوم عندما نحتفل بالذكرى 95 ليومنا الوطني فإننا نعبر بكل ما نملك من مشاعر الانتماء بعظمة هذا الوطن الذي شرفه الله باحتضان الكعبة المشرفة والحرمين الشريفين ومثوى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام، على ترابه الطاهر، وبعظمة القائد المؤسس والباني العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل – يرحمه الله- الذي أرسى دعائم وطن العزة والشموخ الذي أقام بنيانه على كلمة التوحيد، وأسس بنيته بسواعد الإيمان، وأقام وحدته على العهد الوثيق بينه وبين شعبه على أسس شراكة مستدامة ورسالة جامعة ومحبة لا يشوبها شائبة، وإننا نباهي بهذا الوطن وبقيادته الملهمة – وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله- اللذين حملا أمانة المسؤولية في مواصلة مسيرة النماء والبناء والتميز من خلال العمل على تحقيق الأمن والاستقرار للوطن والرفاهية والازدهار للشعب، إلى جانب بذل الجهود لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة، وخدمة قضايا الأمة من خلال سياستها المعتدلة والفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ونحن في هذه الذكرى العزيزة على كل من ينتمي إلى هذا الكيان العظيم نقول إن كل من راهنوا على تعثر “الرؤيا” وعدم القدرة على تحقيق أهدافها في موعدها المحدد (2030)، نقول أن العديد من أهداف الرؤية تحققت ولله الحمد قبل 2030، وأن ما تحقق منها حقق أكثر من 70% من أهدافها قبل خمس أعوام من الموعد المحدد في الرؤية، أي عام 2030. وهو ما يعطي الدليل على أصالة هذا الشعب وما يتمتع به من طموحات وعزيمة جبارة وإصرار على تحقيق تلك الطموحات، كما يثبت صوابية رؤية سموه وثقته بشعبه المخلص ورهانه على هذا الشعب، وهو رهان لا يخيب أبدًا، ولعل هذه الصفات التي تأصلت بشعبنا وتبلورت على مر السنين هي التي استوحىنا منها شعار يومنا الوطني هذا العام: “عزنا بطبعنا”، الذي يركز على ست قيم ثقافية تمثل شخصية السعودية: الكرم، الطموح، الأصالة، الوحدة، الرؤية والضيافة.

ولا يعتبر اليوم الوطني مجرد احتفال بالتاريخ والوحدة الوطنية، بل تحول مؤخرًا إلى منصة استراتيجية لتعزيز مكانة المملكة اقتصاديًا وفق رؤية 2030.

وتشهد مناسبة اليوم الوطني بالمملكة العربية السعودية العديد من المظاهر والفعاليات الاحتفالية الثقافية منها والوطنية، والتي تقيمها هيئة الترفيه السعودية في جميع أرجاء المملكة، والتي من أبرزها عروض عسكرية وجوية لتزين سماء المملكة بمختلف مدنها- إطلاق الكثير من الألعاب النارية في سماء المملكة- إقامة المعارض التراثية والحفلات الموسيقية التي تهتم بتسليط الضوء على ثقافة المملكة وتاريخها التراثي العريق – تنظيم مسيرات ثقافية وفنية- تزيين شوارع المملكة بالأعلام الخضراء والإضاءة.. ويُمثل اليوم الوطني السعودي 2025 عرض التقدم الذي أحرزته المملكة في ظل رؤية 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز رائد للسياحة والتكنولوجيا والتنمية المستدامة فتشير التقديرات الأولية إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي بنسبة 4.4% في الربع الثاني من عام 2024.
اليوم، ونحن نحتفل بذكرى يومنا الوطني، يواصل الاقتصاد السعودي نموه بقوة، كما ساهم القطاع الثقافي في نمو الاقتصاد السعودي بنسبة تجاوزت 20% فوصلت مساهمته إلى 35 مليار ريال (9,3 مليارات دولار تقريباً)، أي ما يعادل 1.49% من الناتج المحلي.

كما ساهم القطاع الثقافي في نمو الاقتصاد السعودي بنسبة تجاوزت 20% فوصلت مساهمته إلى 35 مليار ريال (9,3 مليارات دولار تقريباً)، أي ما يعادل 1.49% من الناتج المحلي. وقد نجحت المملكة – في ظل رؤية 2030- في رفع عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص إلى 11,57 مليون عامل خلال شهر أغسطس 2024. كما شهدت نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة ارتفاعاً كبيراً، لتصل إلى 35.3% في عام 2023، متجاوزة بذلك النسب المستهدفة في الرؤية قبل عام 2030، ما يعكس التزام المملكة في دعم المرأة وتمكينها من المشاركة الفاعلة في سوق العمل. ومن مظاهر التقدم الذي تم إحرازه في ذكرى يومنا الوطني هذا العام تأسيس الأوركسترا السعودية التي تقدم عروضها في الكثير من دول العالم.
. مظاهر الفرحة تلك التي يشهدها الوطن وتحييها الدولة والمواطن، في هذه الذكرى العزيزة لهو دليل آخر على الرباط الوثيق والمحبة المتبادلة التي تجمع بين القيادة والرعية في هذا البلد الطيب الأمين، وعلى أصالة الشعب السعودي النبيل.
ولا يسعنا بهذه المناسبة إلا أن نتوجه إلى الله عز وجل أن يبارك في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان ، ويبارك في مسيرتنا الوطنية التي تنشد الرقي والتقدم والتميز في شتى المجالات في ظل قيادتنا الرشيدة التي تضع رفاهية الشعب السعودي وسعادته في أولويات أهدافها. وكل عام والوطن وقيادتنا الرشيدة بخير.

د. سونيا أحمد مالكي

طبيبة - مديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال متميز ومتكامل، وتحليل عميق لرمزية الاحتفاء باليوم الوطني
    كل عام والمملكة العربية السعودية هي الخير للعالم
    سلم بيانك دكتورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى