المقالات

وطني.. دمتَ للعزّ مجدًا

أشرق نور شمسه باسمًا.. ناشرًا البهجة والفرحة في قلوب أبنائه.. كيف لا وهم يرونه كل يوم يزداد قوة فوق القوة.. وعزًا متوشحًا بالمجد.. وهاهو يفتح صفحة عامه ٩٥ مقتربًا من تمام قرن جديد لحضارة عميقة تجاوزت ثلاثة قرون؛ ليزداد بها عظمة وثباتًا، تكسوها الرفعة والهيبة.
لا نعرف هل نُهنئ أنفسنا على هذا الوطن القوي الشامخ؟! أم نُهنئ العالم أن منحه الله قلبًا حنونًا مُسالمـًا يحمل همَّه، يسعى لنشر الأمان والاستقرار بين الشعوب! هذا الوطن الذي احتضن أعظم تربة، فكان لها خير مؤتمن، مُغدقًا الاهتمام بها وبضُيوفها حتى أصبحت مَعلمًا دينيـًا وحضاريًا يستحيل أن ترى بدقة تنظيمه، وسهولة إجراء المناسك والزيارة له.
​نالت المملكة العربية السعودية العزّ بكرم من الله وفضله، فلم تخضع لأحد، ولم يُعطها إياه أحد. وبعزمها وإصرارها أصبحت قوة تهابُها دول العالم.. ولوضوح رؤيتها وأهدافها السامية في إعمار الأرض، وحفظ كرامة الإنسان؛ أصبحت الناطق الأول بحُريّة الدول واستقلالها.. والساعي للتسامح والتآلف بين الشعوب على اختلاف أديانها وثقافتها.
​وتتميز المملكة بصفات اكتسبتها من طبيعة حياتها، فغدت وسمًا يلوح انعكاسه في الأفق، فكيف إذا كانت هذه الصفات قد صُقِلت بجهامة الصحراء التي لم تُزيفها معتقدات ولا حضارات متلونة، واستطاعت بناء مجدها بقلوب لها همَّة جبالها الراسية التي لا تُزحزحها العقبات، فأرست بطموحها قواعد حضارة عظيمة تُوازي أعظم حضارات عاشت على أديم الأرض، لتسير بخطى واضحة مرسومة الأهداف، لا تقبل سقفًا يحط من أحلامها.. وكوّنت شخصية شعب قوي ذا عزيمة راسخة، لا يخشَ صراعات الحياة، بل يتخذ منها سُلّمًا يبني به مجده، مُحافظة على نقائه ودماثة أخلاقه.
​إن الصفات التي يتميز بها السعودي من الصبر على صعوبات إنماء الصحراء.. والقوة في التمسك بالأهداف والطموحات، والوفاء للأرض التي ثبتت عليها قواعدها، أسهمت بتأصيل الرابط الروحي بينه وبين الأرض، فأخلص لها بالعطاء والبناء، فأعطته الحرية التي يطمح لها؛ وتذللت له صحراؤها وجبالها، فتحقق النماء وأزدهر العطاء.
ورغم الحياة الصحراوية الصعبة التي صقلت شخصية الشعب السعودي، مع القوة التي جعلته يعتمد على نفسه ويُوجد الحلول لكل ما يُجابهه من تحديات؛ إلا أنه يمتلك روحًا نقية اتسمت بطيب الأخلاق، فكان الكرم والجود وسمًا للروح السعودية، فاكتسب العزَّة بكرم النفس، وجودها، ونَسَج من السخاء بساطًا يستظل به الآخر من الضيوف والجيران.. فأصبحت نبراسًا يكشف للعالم سمو أخلاقنا عظيم طباعنا.. وهو ما سارت عليه سياسة المملكة منذ قيامها وبَنَت على قواعدها رؤية اليوم، فهاهو عرّاب الرؤية وقائدها ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان-حفظه الله- يؤكد ذلك في رؤية المملكة ٢٠٣٠، التي لازالت تسير على خُطى ثابتة منذ ثمان سنوات، مواصلة عهد مؤسسيها: “نحن لا ندخر وسعًا في بذل كل جهد وتوفير كل ما يلبي احتياجات ضيوف الرحمن ويحقق تطلعاتهم، ونؤمن بأن علينا أن نضاعف جهودنا لنبقى رمزًا لكرم الضيافة وحسن الوفادة”.
فكيف لا يكتمل عزَّنا بأصالتنا.. بطموحنا.. بفزعتنا.. برؤيتنا.. بكرمنا.. بجودنا) ​

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى