المقالات

عبدالعزيز آل الشيخ.. مدرسة علمٍ تُودّع الدنيا وتبقى في الذاكرة

رحيلُ الشيخ العلامة، مفتي عام المملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، كان صدمةً بالغة وحزناً عميقاً غمر القلوب قبل العيون. غاب عنا الجسد، وبقي الأثر شاهداً على مسيرة عالمٍ جليلٍ عاش للدين وبالدين، أفنى عمره في خدمة الشريعة، ونذر حياته للإفتاء والبيان والإرشاد، فكان صوته مرشداً وملاذاً ومعلماً للأمة في أدق القضايا وأعظم النوازل.

لقد كان الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ رمزاً للعلم والوقار، ورجلاً حمل هم الأمة بعقل بصير وقلبٍ مخلص، جمع بين الثبات على الحق والرحمة بالخلق، وبين الصرامة في الدليل واللين في الأسلوب، فترك وراءه إرثاً علمياً وروحياً يزداد رسوخاً مع الأيام. لم يكن مجرد مفتٍ أو خطيب جمعة أو رئيس لهيئة علمية، بل كان أباً وناصحاً وصوتاً يُشعر المسلم بالطمأنينة حين يلجأ إلى فتواه، ويجد في كلماته طريق النور وسط اضطراب الحياة.

في يوم رحيله، اكتسى الوطن بحلة من الحزن، وارتجّت المنابر بالدموع، وارتفعت الأكف بالدعاء. أحسّ الجميع أنهم فقدوا ركناً من أركان العلم وعلماً من أعلام الدعوة، لكن عزاءنا أن علمه باقٍ، وخطبه تُسمع، وفتاواه تُروى، وآثاره ممتدة في صدور طلابه وفي مؤسسات العلم التي قادها بإخلاص.

سماحة المفتي يرحمه الله

نودع اليوم رجلاً أعطى فأجزل، وبذل فصدق، ورحل وترك خلفه بصمات لا تزول. رحل الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى رحمة ربه، لكن ذكراه باقية، وفعله شاهد، وكلماته تضيء الدرب لمن أراد الاقتداء. سلامٌ عليه في مثواه، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى