في إنجاز علمي عالمي يرفع راية الوطن عاليًا ويؤكد مكانة المملكة العربية السعودية على خارطة الإبداع والابتكار، تُوّج البروفيسور عمر ياغي العالم السعودي البارز بجائزة نوبل العالمية في الكيمياء، تتويجًا لمسيرته المتميزة واختراعه الثوري الذي أحدث نقلة نوعية في علم الكيمياء.
لم يكن هذا التقدير الرفيع وليد صدفة ، بل هو ثمرة سنوات طويلة من البحث والتجريب والتفكير الخلّاق الذي تجاوز حدود المألوف ، فكان لعمر ياغي الفضل – بعد الله – في تطوير هياكل عضوية معدنية قادرة على احتواء وتمرير جزيئات الغازات ومواد أخرى داخلها، ما مثّل فتحًا علميًا غير مسبوق ، له تطبيقات عملية واسعة في مجالات متعددة، تمس احتياجات البشرية الملحّة.
البروفيسور عمر ياغي يشغل عضوية مجلس إدارة هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، ويحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي في أوربان شامبين، كما يتولى كرسي جيمس ونيلتجي للكيمياء في جامعة كاليفورنيا بيركلي ، وعلى يديه خرجت إلى النور هياكل مبتكرة لها قدرة استثنائية على احتجاز الغازات وفصل الملوثات واستخلاص الماء من الهواء، خاصة في البيئات الصحراوية القاحلة ،كما أثبتت هذه الهياكل كفاءتها في التقاط ثاني أكسيد الكربون من الجو، مما يفتح أفقًا واعدًا في التصدي لتحديات التغير المناخي، فضلاً عن قابليتها لتخزين غاز الهيدروجين، الذي يُعد من ركائز الطاقة النظيفة في المستقبل.
هذا الاكتشاف العلمي الذي صنعه عقل سعودي نابغ، ليس إلا انعكاسًا حقيقيًا لما آمنت به المملكة قيادة وشعبًا بأن الإنسان إذا مُنح الثقة، وأُوتي الفرصة، وسُخّرت له الإمكانات، استطاع أن يتجاوز حدود الممكن، ويبلغ بطموحه عنان السماء ، وقد جسدت القيادة الرشيدة هذا الإيمان واقعًا ملموسًا، عبر تبنيها رؤية المملكة 2030 التي وضعت الإنسان في قلب التنمية، واستثمرت في العقول الواعدة، ودعمت مسيرة البحث والابتكار بوصفها حجر الزاوية في بناء المستقبل.
إن تتويج البروفيسور عمر ياغي بجائزة نوبل للكيمياء ليس فخرًا علميًا فحسب، بل هو رسالة واضحة بأن المملكة قادرة على أن تكون في مقدمة الأمم المنتجة للمعرفة، لا المستهلكة لها ، ويؤكد هذا الإنجاز أن الاستثمار في التعليم والبحث العلمي هو الطريق الأقوم نحو التقدم الحقيقي، وأن الرؤية السعودية الطموحة بدأت تحصد ثمارها على الصعيد العالمي من خلال كفاءات وطنية ترفع راية الوطن في المحافل الدولية ، وتكتب اسمه في صفحات المجد العلمي والعالمي .
0





