عندما يُذكر التعليم في المملكة العربية السعودية، يُذكر اسم معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف أستاذًا أكاديميًا ومديرًا لجامعة المؤسس الملك عبدالعزيز – طيّب الله ثراه –.
المدير الذي اجتمع الناس من طلابٍ وأعضاء هيئة تدريس وأولياء أمور، ومن مجتمع جدة والمملكة كلها، على حبّه وتقديره وإجلاله لعلمه ودينه وخلقه وتواضعه وصلاحه.
كان أبًا وأخًا وصديقًا لكل من تعامل معه وعرفه، حظي بثقة ولاة الأمر، فتم تعيينه مديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز، ثم أمينًا عامًا لرابطة العالم الإسلامي، ثم اختير نائبًا لرئيس مجلس الشورى.
عرفه المجتمع الجداوي بأمانته وإخلاصه وعدله، فاحتكم إليه المتخاصمون، ووكله ورثة الأثرياء ليحكم بينهم، وقَبِل الخصوم برأيه وحكمه.
نعم، لقد فقد الوطن أحد أبنائه المخلصين، سليل عائلةٍ عُرفت بولائها للحكم السعودي، والتزامها بأصول الدين، فكانت محل التقدير في جميع المناسبات والمحافل.
لن ننسى نحن الطلّاب الأوائل ممّن تخرّجوا من جامعة الملك عبدالعزيز إدارته وأبوّته وحلمه وصبره ودعمه ومساندته لنا ونحن طلاب، ثم ونحن مبتعثون، ثم ونحن أعضاء هيئة تدريس في الجامعة.
سيكتب التاريخ اسم وسيرة الدكتور عبدالله عمر نصيف ضمن رجال العلم والأوفياء من أبناء الوطن المخلصين.
عرفته منذ أكثر من نصف قرن، فلم تغيّره المناصب ولا الكراسي.
رحمه الله، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
عزائي للوطن وقيادته، ولكل محبيه وطلابه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وأتمنى أن يُكرَّم تكريمًا يليق بمقامه وعطائه.
