المقالات

هدف محرز… ومقلب كونسيساو

بعد أن هدأت عاصفة ديربي الاتحاد والأهلي في الجولة الثامنة، وبان غبار الهزيمة التي تلقّاها كونسيساو أمام غريمه الشاب يايسله، ظهرت أمامي — وبوضوح أكبر — المشكلة التي تحدّثت عنها طويلًا: ضعف تأهيل اللاعب السعودي وانعكاسه المباشر على المنتخب… لدرجة أننا بلغنا التأهل لكأس العالم هذه المرة من الملحق!.

الحقيقة أن “المقلب” الذي شربه جمهور الاتحاد لم يكن هدف محرز وحده، بل كانت فلسفة كونسيساو منذ لحظة إعلان التشكيلة.
فاستبعاد أفضل لاعب في الفريق هذا الموسم — محمدو دومبيا — قرار لم يفهمه أحد، خاصة أن الفريق قدم مع هذا اللاعب أفضل نسخة فنية له، ويمثل دومبيا قلب وسط الاتحاد ديناميكيًا وبدنيًا وتكتيكيًا.

وفي المقابل، أشرك المدرب عوض الناشري الذي لم يلعب أي مباراة رسمية منذ فترة طويلة، وهو ما جعل الاتحاد يدخل الديربي بوسط هشّ غير قادر على امتصاص الضغط أو بناء الهجمة.

وبكل صراحة…
الاتحاد خسر الديربي منذ إعلان التشكيلة.
فلا يمكن لأي فريق أن يخوض مباراة بهذا الحجم اعتمادًا على لاعب منقطع، ومحرومًا من أكثر عناصره جاهزية. وما حدث بعدها داخل الملعب لم يكن إلا نتيجة منطقية لهذا القرار.

هدف محرز… خطأ واحد بثلاث لقطات

قبل الديربي، أغدق النقاد المديح على المتألّق دانيلو برييرا، واستحق ذلك بجدارة.
لكن لقطة هدف رياض محرز كشفت سلسلةً من الأخطاء:
• عوض الناشري فقد لحظة التمركز.
• ثم جاء حسن كادش ليقدّم أسوأ إضافة… إذ حجَب الرؤية عن دانيلو ووضعه في موقف لا يُحسد عليه.

الصورة العلوية للهدف توضّح أن دانيلو كان قادرًا على إبعاد الكرة بسهولة… لولا مفاجأة كادش.

وقد قلتها سابقًا وأعيدها اليوم:
ليست المشكلة في “اللاعب الوطني”… بل في “التأهيل”.
وكلما شارك لاعب غير مكتمل التكوين الفني… زادت الأخطاء.
ولهذا — وبكل وضوح — لا بد من إصدار رخصة لكل لاعب تحدد مستواه، إسوة برخص المعلمين.
وأفهم يا فهيم.

 

• قبل الديربي:
• إعلام الأهلي كان يطالب بإقالة يايسله.
• إعلام الاتحاد وجد ضالته في كونسيساو.

ثم تغيّر كل شيء…
فاز الأهلي بأخطاء مدرب الاتحاد، فاختفت أصوات المطالبة برحيل يايسله، وعادت سهام النقد لكونسيساو!

يايسله مدرب طموح وذكي، وأدعمه بقوة لأسباب كثيرة.
وكونسيساو مدرب جيد، لكن فلسفته الزائدة هي أكبر نكبات الاتحاد هذا الموسم.

بين النخبة والقاع… الفارق في التفاصيل

يايسله حقق بطولة النخبة، وهذه شهادة واضحة بأنه مدرب قادر على البناء.
أما كونسيساو فقد هوى بالاتحاد إلى المركز الثانن بـ 11 نقطة بقارق 13 نقطة عن النصر صاحب المركز الأول بـ24 نقطة، وهذا لا يليق بفريق «بطل الدوري وبطل الكأس» الموسم الماضي… ومع ذلك يعتبره البعض أفضل من لوران بلان الذي حقق الدوري والكأس وكان بينه وبين المتصدر ثلاث نقاط!.

ختامًا

لا نتسرّع في الحكم على المدربين، ولا نختزل موسمًا كاملًا في 90 دقيقة.
لكننا — إلى اليوم — نعيش في دوري تتغير فيه القناعة مع صافرة…
وبعد الديربي الأخير، اتضحت الصورة أكثر: في دورينا… القناعات أغرب من الأهداف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى