
تقرير – صحيفة مكة
أفردت وسائل الإعلام الأمريكية بمختلف توجهاتها مساحات واسعة لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فمن منظور الصحافة الأمريكية، فإن الزيارة تُعتبر نقطة تحول استراتيجية في العلاقة بين البلدين. فهي لا تعبّر فقط عن عودة دبلوماسية بعد فترة جفاف سابقة، بل تُشير إلى عهد جديد من الشراكة: شراكة اقتصادية، تكنولوجية، وأمنية.
وأشار تقرير لوكالة رويترز إلى زيارة ولي العهد بأنها “استعادة” للعلاقات التاريخية بين البلدين.
وبينت عدد من وسائل الإعلام أن الزيارة فرصة للسعودية للانتقال من الصورة النمطية كمنتج للنفط إلى شريك أمني وتقني مهم، خصوصًا مع ملفات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية.
بي بي سي قالت: السعودية اليوم أظهرت قدرتها على تأدية أدوار مؤثّرة على مستويات عدةّ، اقتصادياً وسياسياً واستراتيجياً. على الصعيد الاقتصادي، رسّخت المملكة دورها المحوري في سوق الطاقة العالمية من خلال موقعها المؤثّر في تحالف “أوبك بلس”، ما منحها قدرة أكبر على التأثير في أسعار النفط واستقرار الأسواق الدولية. كما شرعت في فتح أبوابها للاستثمارات الأجنبية بشكل غير مسبوق، سعياً لتنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد التقليدي على النفط، وجذب التكنولوجيا والخبرات العالمية لتعزيز قدرتها التنافسية في المنطقة.
ومن من أهم النقاط التي اهتمت بها الصحافة الأميركية هي صفقة بيع مقاتلات F-35 للسعودية، وهو أمر وصفت وسائل متعددة بأنه “تغيير محوري” في العلاقة الأمنية بين واشنطن والرياض.
كما تمت الإشارة إلى توقعات باستثمارات سعودية ضخمة في الولايات المتحدة، وقد ذكرت رويترز أنها تشمل البنية التحتية، التكنولوجيا، والتعاون في الطاقة النووية.
التحليل في معاهد فكرية أمريكية – مثل المعهد في واشنطن – يرى أن هذه الزيارة ليست مجرد اجتماع بروتوكولي بل “مرحلة مهمة” في إعادة صياغة العلاقة السعودية-أمريكية: شراكة لم تعد تقتصر على النفط والدفاع، بل تمتد إلى التكنولوجيا والطاقة النووية، مع رؤية سعودية أوسع.
وترى الصحافة الأمريكية أن فرص التعاون ستكون بشكل أوسع مع السعودية، وأن الزيارة تُعد فرصة لتعميق التعاون بين البلدين في مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية، وليس فقط في القضايا العسكرية.
وأشارت إلى تعهدات استثمار سعودية كبيرة في الاقتصاد الأميركي يمكن أن تدعم بعض القطاعات الحساسة وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الصناعي، وأن صفقة مقاتلات F-35 تشكّل خطوة قوية لإعادة بناء القدرات الدفاعية السعودية وتعزيز موقع الرياض كحليف أمني مهم في الشرق الأوسط.









