في ذاكرة جيييييل مضى

جيل منذ نعومة اظافره يساعد والديه في الاعمال اليومية..جيل لايملك سوى ثوب وااااحد يغسله كل مااتسخ ويلبسه مره اخرى..جيل اذا انشق الثوب قام بخياطة الشق ورجع يلبسه..

جيل كان المشي إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا طول أيام السنة الدراسية..
جيل كان الاختبار بالمنهج كاااااملاً لا ملازم ولا مدرس خصوصي ولا خيارات …
جيل ” اكتب القطعة ١٠ مرات “.. وحل المسائل على السبورة أمام الطلبة ..
جيل النشرات الحائطية والنشاط الإذاعي والمسرحي والرياضي والمسابقات الثقافية..
جيل لم ينهار نفسيًا من عصا المعلم .. ولم يتأزم عاطفيًا من ظروف العائلة ..
ولم تتعلق قلوبهم بغير أمهاتهم.. ولم يبكي خلف عاملة أو مربية منزلية ..
جيل لم يدخل المدارس بهواتف نقالة .. ولم يشكو من كثافة المناهج الدرااااسية .. ولا حجم الحقائب المدرسية .. ولا كثرة الوااااجبات المنزلية..
جيل لم يستذكر لهم أولياء أمورهم دروسهم ولم يعلمهم أب أو أم أو أخ .. ولم تكتب لهم وااااجباتهم المدرسية ..
وكان ينجح بلا دروس تقوية .. وبلا وعود داااافعة للتفوق والنجاح..
جيل لم يرقص ويتمايل على أنغام الأغاني ..
وكان يقبل المصحف عند فتحه وعند غلقه ..
جيل كان يلاحق بعضهم البعض في الطرقات القديمة بكل بساطة وأمان ..
جيل كان ينام عند انطفاء الكهرباء في فناء المنازل .. ويتحدث كثيرًا .. ويتسامر كثيرًا .. ويضحك كثيرًا ..
جيل كان يشير بكفوفه للطائرة عندمرورها بالسماء بفرح .. ويحيّي الشرطي بهيبة واحترام..
جيل تربى على المحبة والتسامح والصفح .. يبيت وينسى زلات وهفوات بعض..
جيل كان للوالدين في داخلهم هيبة .. وللمعلم هيبة .. وللمجتمع المحيط به هيبة .. وكان يحترم سابع جار .. ويتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة ..
جيل كان في الصباح في المدرسة والمساء مع الوالدين في رعي الأغنام وحراثة وسقاية الارض والصرام والدياس..
جيل لم يجد سوى بعض الوقت قبل الغروب لممارسة بعض الألعاب مثل السكلم والقبه والنصع وكل حاد وباح والعزّيزه ووااااحد طيش وكرة القدم حفاة بدون نعل..
جيل عند إنطفاء الكهرباء يذاكر على الاتريك والعدنيه وبعد العِشاء والعَشاء يخلد للنوم..
جيل لا يجد سوى القليل من الوقت لاستذكار دروسه وحل واجباته..
جيل لم يسافر خارج محيطة الابعد التخرج من الثانوية..