المقالات

زيارة ولي العهد لأمريكا.. قراءة في التحول الاستراتيجي ومكاسب المستقبل

طلاليات

لم تكن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة زيارة بروتوكولية عابرة، بل كانت خطوة مدروسة تحمل رسالة واضحة:
السعودية اليوم ليست دولة تنتظر الفرص… بل تصنعها.
الزيارة جاءت في توقيت دقيق من تاريخ المنطقة والعالم، وسط متغيرات سياسية واقتصادية متسارعة، لتعيد التأكيد على أن المملكة باتت شريكًا دوليًا في صناعة القرار العالمي، وليس مجرد طرف متأثر بهذه التحولات
رؤية سعودية متقدمة.. واستجابة أمريكية واضحة.
منذ انطلاقة رؤية 2030، بدأت معالم التحول السعودي تتضح للعالم: اقتصاد متنوع، انفتاح تقني، ودور محوري في أسواق الطاقة والاستثمار. وقد لمس الجانب الأمريكي هذا التحول، فكانت الزيارة بمثابة تجسيد عملي لشراكة تقوم على نفوذ سياسي وقوة اقتصادية وحضور دولي متصاعد.
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئس مجلس الوزراء حفظه الله
دخل واشنطن وفي جعبته ملفات متقدمة:
دفاع وأمن إقليمي.
طاقة نووية مدنية.
الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
استثمارات تُقدَّر بتريليونات.
ومن أبرز ما تحقّق:
رفع السعودية إلى مرتبة حليف رئيسي خارج الناتو.
موافقة الولايات المتحدة على صفقة مقاتلات F-35 المتطورة.
اتفاق تعاون في الطاقة النووية المدنية.
شراكات رائدة في الذكاء الاصطناعي والمعادن الحرجه استثمارات سعودية ضخمة قد تتخطى تريليون دولار خلال السنوات المقبلة.
هذه ليست مجرد اتفاقيات بل هي ترجمة عملية لمكانة المملكة
كقوة صاعدة في الاقتصاد العالمي
دبلوماسية التأثير لا دبلوماسية المجاملة
اللافت أن هذه الزيارة أبرزت تحولًا في نمط السياسة الخارجية السعودية:
فلم تعد الرياض تنتظر سياسات الآخرين لتتكيف معها، بل أصبحت شريكًا في صياغتها، خصوصًا في ملفات الطاقة، والاستثمار، والتقنية، والتحالفات الدفاعية.
وهنا يظهر وزن المملكة الحقيقي:
في اقتصاد مستقر قادر على التمويل، وموقع جغرافي محوري.
والأهم قيادة تمتلك رؤية للمستقبل تعمل على تنفيذها بشراكة مع القوى الكبرى.
يمكن القول إن زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة لم تكن نهاية حدث بل بداية مرحل تقوم على معادلة واضحة:
السعودية ليست قوة إقليمية فقط، بل لاعب دولي لا يمكن تجاهله.
وفي ضوء رؤية 2030، تسير المملكة بثقة نحو تموضع جديد في العالم:
قوة استثمار
قوة قراروقوة تأثير
وأمريكا فهمت ذلك جيدًا والعالم بدأ يدركه أكثر فأكثر.
خلاصة القول
زيارة ولي العهد محمد بن سلمان -رعاه الله- إلى الولايات المتحدة تمثّل نقطة تحول استراتيجية مهمة، عكست تطورًا ملحوظًا في العلاقات بين الرياض وواشنطن. من خلال مجموعة من الاتفاقيات الهامة في مجالات الدفاع، التكنولوجيا خاصة (الرقائق الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة النووية)، وكذلك التزامات استثمارية ضخمة، وضعت السعودية نفسها كشريك اقتصادي واستراتيجي أكثر عمقًا مع الولايات المتحدة. هذه النتائج الإيجابية تندرج في سياق رؤية 2030 الطموحة للمملكة،

محمد سعد الثبيتي

طلاليات محمد الثبيتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى