يوافق اليوم العالمي للتسامح السادس عشر من نوفمبر من كل عام ليؤكّد للعالم أن القيم العظيمة هي التي تبني المجتمعات، وأن التسامح ضرورة إنسانية تُحقق السلام الداخلي وتُرسّخ التعايش بين البشر مهما اختلفت ثقافاتهم واتجاهاتهم، فالتسامح هو القوة الهادئة التي تُطفئ نيران الخلاف، وتفتح مساحات أرحب للحوار، وتصنع مجتمعًا أكثر وعيًا ورقيًا. هو قيمة ترفع الإنسان، وتجعله قادرًا على التعامل مع الآخرين بوعي، واحترام
ويحتلّ التسامح مكانةً عظيمة و أساسية في الإسلام، إذ جاء الدين الإسلامي ليبني مجتمعًا يقوم على الرحمة والمحبة والعدل والإحسان، وقد أكّد القرآن الكريم على ذلك، في قوله تعالى:
﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ﴾،
وقوله سبحانه وتعالى:﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾.
كما جسّد النبي ﷺ التسامح بأعلى صوره؛ عندما فتح مكة المكرمة لم ينتقم، بل قال لمن أساؤوا إليه طويلًا:
“اذهبوا فأنتم الطلقاء”،
لتظل هذه الحادثة شاهدًا خالدًا على أن التسامح قوة عظيمة لا يملكها إلا أصحاب النفوس الكبيرة،والدين الإسلامي جعل التسامح سلوكًا يزكّي النفس، ويقوّي الروابط الاجتماعية، ويعمّق شعور الأخوة الإنسانية.
لذلك التسامح قيمة تبني الإنسان قبل أن تبني الأوطان.
وفي اليوم العالمي للتسامح، نؤكد بأن التسامح ليس مجرد شعار، بل رسالة نُجسّدها، وقيمة نستمدّها من ديننا، وثقافتنا، وهويتنا.

