تختتم سنة 2025 مشهدها الدولي بأحداث متلاحقة وتحديات عميقة تمسّ استقرار العالم، فتبرز المملكة العربية السعودية بدورها الثابت ونهجها الحكيم في حفظ وحدة الصف الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز مكانتها الدولية دفاعًا عن القضايا العادلة وترسيخًا للأمن الإقليمي والعالمي. وتمضي القيادة — بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجهود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان — في أداء دور محوري يوازن بين المصالح ويعيد ضبط إيقاع العلاقات الدولية في مرحلة تتكاثر فيها الأزمات.
ويظلّ موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية شاهدًا على ثباتٍ لا يلين؛ إذ تواصل دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وتعمل على تعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وتبذل جهودًا مستمرة لوقف الحرب على غزة وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بواجباتها. كما تمتد سياسة الدعم السعودي لتشمل الشعب السوري والحكومة السورية في المحافل الدولية، والحرص على استقرار لبنان دولةً وشعبًا ومؤسسات، إضافة إلى العمل الدبلوماسي الجاد لإيقاف الحرب في السودان حمايةً للشعب السوداني الشقيق.
وعلى الساحة الدولية الأوسع، تسهم المملكة في الحد من التوترات بين القوى المتصارعة، وتسعى لإيقاف الحرب في أوكرانيا، وتبذل جهودًا لخفض التصعيد بين باكستان والهند، وبين باكستان وأفغانستان، بما يعكس وزنها السياسي وقدرتها على صناعة التوازن في عالم يزداد اضطرابًا.
ويبرز الوجه الإنساني للمملكة من خلال أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يقدّم العون في عشرات الدول برؤية واضحة تسعى إلى نقل القيم السعودية النبيلة إلى العالم. كما تمثّل مبادرة السعودية الخضراء خطوة محورية في دعم أهداف المناخ العالمية وصناعة مستقبل أكثر استدامة، عبر مشروع وطني يربط البيئة بالتنمية ويضع الأجيال القادمة في قلب الرؤية.
وهكذا تتكامل جهود المملكة — السياسية والإنسانية والبيئية — لترسم صورة وطنٍ يقود بحكمة، ويعزّز أمنه، ويرسّخ مكانته الريادية. ونحمد الله على قيادة تحمل هموم الوطن والمواطن والمقيم، وتسعى إلى صناعة غدٍ أفضل للعالم.
شكرًا للملك سلمان بن عبدالعزيز.
شكرًا لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
نسأل الله أن يحفظهما، ويبارك في جهودهما لما فيه خير الوطن والعرب والمسلمين
• مدير مستشفى الملك فيصل سابقا