المقالات

الدكتور محمد العُقَلا… الحاضر الذي لن يغيب!!

رغم أنني لم أعرف د/ محمد العُقَلا إلا قريبًا في لقاء القنفذة التاريخي، ذلك اللقاء الذي لا يُنسى بكل ما فيه ومن فيه، وكان من أروع ثمرات ذلك المؤتمر معرفتي بمعالي د/ العُقَلا. ومن بعدها أصبحت تربطني به وبعائلته الكريمة علاقة صُحبة ومعرفة. التقيته مرة أخرى في جائزة الشيخ إياد مدني في المدينة المنورة وقت تكريم زميلنا د/ فائز البدراني، وكان حاضرًا مُشاركًا محبوبًا من الجميع. ثم التقيته في اللقاء التاريخي لـ جمعية دول الخليج العربي للتاريخ والآثار في البحرين في شوال من العام نفسه.

لفت انتباهي أنه صديق الجميع، ومن يجالسه يلحظ أنه كان بحرًا من العلوم والمعارف، متواضعًا يتحدث مع الجميع بكل أريحية وشفافية. كان يحمل همَّ الآخرين في قلبه ويحتفظ لهم بالود والاحترام.

كان معاليه حريصًا جدًّا على حضور لقاء الخُرج التاريخي، وتواصل معي أكثر من مرة بشأن الموعد لئلّا يتعارض مع التزاماته ومشاغله، لكن القدر لم يكتب لنا شرف حضوره والاحتفاء به كما يليق بالعظماء الذين خدموا الوطن وأعطوه جل وقتهم واهتمامهم، وكانوا خير أبنائه، وفي طليعتهم معالي د/ محمد العُقَلا.

ومنذ دخوله المستشفى قبل شهر، وأنا أتواصل مع ابنته رُقيّة، وبين الأمل والألم كنت أعيش معها حتى قبل يومين ونحن نطلب الفرج من الله له، وأن يجمع له بين الأجر والعافية. لكنني تفاجأت بأن الموت خطفه صباح هذا اليوم؛ خطف هذه الروح التي لن تتكرر.
رحل معاليه ونحن نتألم لفقده ورحيله؛ فبعض الملامح رحيلها موجع جدًا، وفقدها صعب، وغيابها يترك ثقبًا لا يُسدّ في خريطة العمر، وتمزقًا كبيرًا في الحضور الحياتي.

إنني أعزي نفسي، وأعزي العلم وأهله، وأعزي محبّيه، وأعزي جامعته التي عمل فيها –جامعة أم القرى–، وأعزي جامعته التي ترأس إدارتها –الجامعة الإسلامية–، وجميع زملائنا وزميلاتنا وجميع محبيه، وأخص عائلته الحبيبة وأ أبناءه وبناته، فأبو طارق والد الجميع، وفقده علينا جميعًا، وألمه موجع لنا.
ولعلي أهيب بالأخوة والأخوات الذين تربطهم به علاقة عن قرب إلى إقامة ندوة عن شخصه ومناقبه وخصاله وسجاياه؛ فهذا من حقه علينا في نقل بعض مما عشناه وتعايشناه معه للأجيال القادمة التي لا تعرف معاليه إلا من خلال ما ننقله لهم.

رحمك الله أيها الغالي الفاضل رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وألهم أهلك ومُحبّيك الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

• أستاذ التاريخ السعودي
جامعة الأمير سطام

أ.د. مريم خلف العتيبي

أستاذ التاريخ السعودي جامعة الأمير سطام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى