رحل معالي الدكتور محمد العَقَلا يوم الثلاثاء الموافق ١٤٤٧/٦/١١، وترك خلفه فراغًا لا يشبه أي غياب. عرفته قبل عشرين عامًا، ولم يكن مجرد رجل نراه ونمضي؛ كان حضورًا يبعث الطمأنينة، وصوتًا يعرف كيف يهدئ النفوس، وخلقًا يجعل من يقابله يشعر أن الدنيا ما زالت بخير.
كان أبا طارق من تلك القلوب التي تمرّ في حياتنا مرة واحدة؛ القلوب التي لا تتصنّع ولا تتغيّر، والتي تبقى صادقة في كل موقف. رجلٌ إذا تعاملت معه عرفت أن الأصل الطيب لا يُخفى، وأن الأخلاق الحقيقية لا تحتاج إلى إعلان.
لم يكن رحيله خبرًا عابرًا… كان لحظةً توقفت فيها مشاعرنا قبل أن تستوعب ما حدث؛ كأن القدر اختار أن يأخذ منا شخصًا ترك أثرًا أكبر بكثير مما كان يظهر للناس.
نفتقده اليوم ليس لأنه غاب فقط، بل لأن وجوده كان يضيف للمجتمع وللجلسة وللأيام معنًى مختلفًا. نفتقد طريقته، حضوره، كلماته، كرمه، وهدوءه الذي كان يسبق حتى خطواته، ويدعونا دائمًا إلى بيته العامر سواءً في مكة أو الهدا.
نسأل الله أن يجعل قبره نورًا وسعة، وأن يرحمه رحمةً لا تنقطع، وأن يجزيه عن طيب قلبه وأثره الجميل خير الجزاء، وأن يربط على قلوب أهله ومحبيه، ويعوضهم خيرًا كما يعوض الصابرين