لماذا يلام المطوفون ولا يحاسب غيرهم

[RIGHT][COLOR=#FF0026]لماذا يلام المطوفون ولا يحاسب غيرهم [/COLOR] أحمد صالح حلبي [/RIGHT] [JUSTIFY]لست ممن يخوضون الحديث عن الطوافة والمطوفين ومؤسساتهم وخدمات الحجاج وهم بعيدون عنها فممارستي للعمل على مدى سنوات عدة مكنتني من التعرف على الكثير من معاناة المطوفين ومؤسساتهم أثناء قيامهم بتقديم خدماتهم لحجاج بيت الله الحرام وما يواجهونه من متاعب وصعاب كل عام دون أن يجدوا أذنا صاغية تسمع أنينهم أو وسيلة تنقل معاناتهم .

فمنذ أن يبدأ موسم الحج وترسم المؤسسات خططها وتعد برامجها تبدأ الانظار في التوجه صوبها لا لترى أعمالها وتشييد بخدماتهم بل لتبحث عن ثغرات تسمح بالمرور الى أعماق قضاياها وتتصيد أخطائها وكأن المؤسسات لا رؤى علمية لديهم ولا خبرة عملية اكتسبوها .

فان تعطلت حافلة مقلة للحجاج قادمة الى مكة المكرمة أو مغادرة منها ألزمت مؤسسات الطوافة بالعمل على ايجاد بديل لها وتوفير عمالة لنقل الامتعة منها ولا تطالب الشركة الناقلة بأي عمل رغم أن نظم النقل العالمية تحمل الشركة الناقلة مثل هذه المسؤولية .

وان تاه حاج بشوارع مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة وعثرت عليه احدى القطاعات الحكومية جاء التهديد والوعيد لرئيس المكتب أو مجموعة الخدمة من قبل موظف قد يكون مؤقتا أو رسميا ولا يحمل من المؤهلات التعليمة مايؤكد انهائه المرحلة الثانوية فيخاطب أستاذ جامعي أو موظف بدرجة عالية أو أديب أو مثقف بأسلوب بعيد عن الادب واللباقة صابا جام غضبه مهددا ومتوعدا بالإتصال بوزارة الحج في حال تأخر المندوب عن الوصول اليه دون النظر الى المسافة بين المكتب وموقع الحاج التائه وحركة السير وتأثيراتها .

وما نشر مؤخرا عن تورط احدى مؤسسات الطوافة في حادثة تأخر قطار المشاعر أثناء تفويج الحجاج والتحقيق معها أمر تندي له العين فالتحقيقات لم تنتهي بعد والنتائج لم تظهر فكيف تورطت هذه المؤسسة ولماذا لم نر تحقيقا يجرى مع وزارة الشئون البلدية والقروية كجهة مشغلة للقطار أو ادارة الحشود بالأمن العام كجهة مسئولة عن تنظيم الحشود أو الادارة العامة للمرور التي سمحت لسيارات المواطنين والمقيمين التي تقل حمولتها عن 25 راكبا بدخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو المديرية العامة للجوازات التي سمحت لأعداد كبيرة من مخالفي نظم الحج بالدخول الى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين.

ولماذا نرى دوما أصابع الإتهام موجهة للمطوفين ومؤسساتهم ولم نر أي اشارة ملاحظة توجه لأي من القطاعات الحكومية ؟
فإن كان منسوبو القطاعات الحكومية يقدمون خدماتهم لحجاج بيت الله الحرام من خلال خطط عملية وبرامج زمنية فان المطوفون يفوقونهم تنظيما وخطوات عملية على مدار الساعة بدأ من وصول الحاج الى مكة المكرمة وحتى مغادرته لها .

أفليس من العدل أن ينصف الجميع فيكرم المحسن في أدائه ويعاقب المسيء مهما كانت الجهة التابع لها ومكانته الوظيفية . [/JUSTIFY]