إذا قلنا مثلاً الملابس فلا بأس من ذلك – لأن من الطبيعي أن تكون هناك ملابس تتناسب مع فصل الشتاء وبرودته وأخرى مع فصل الصيف وحرارته أما أن يخرج علينا خبراء الدعاية والإعلان بفحوى دعاية عن نوع من العطر فقال إنه وبمناسبة قدوم فصل الصيف ..سارعوا بإقتناء عطر من نوع كذا فهل هذا العطر السحري مثلاً له مفعول قوي في تحويل حرارة الصيف إلى برودة قاتلة في عز الصيف!.
ودعاية أخرى عن سيارات تقول بالحرف الواحد – بمناسبة فصل الشتاء – توجد تشكيلة رائعة من السيارات لدى وكالة ……للسيارات ! فهل يعني ذلك أن هذه السيارات يمكن تحويلها إلى حطب للتدفئة أم أنها مصممة لمقاومة فصل الشتاء وأمطاره بحيث تتمكن من السباحة وعبور السيول والمستنقعات أو أنها تطير من فوق الأدوية والشعاب – أو يمكنها أن تتحول إلى طائرة حتى يمكن لنا الوصول بها إلى السحب لمشاهدتها عن قرب – ربما .. !!
خبراء الدعاية والإعلان يتعاملون مع الجمهور وكأنما هم يخاطبون أطفالاً أو قوم سذج ..وما علموا ان المستهلك العادي اليوم أصبح أذكى منهم ..وعلى طاري الدعاية والإعلان – هناك دعاية ظريفة عن زيتون : تقول بالنص ..على المسافرين على رحلة زيتونة رقم زيتون زيتون.التمتع بالرحلة على متن زيتونة بمعنى أن هؤلاء (الخبلاء) قد حولوا الزيتون إلى طائرات إلا إذا كانت هناك طائرات جديدة من نوع (زيتون) قاموا هم بإختراعها فليخبرونا بحقيقة ذلك ..ومن يدري فلربما غداً يخرجون علينا بدعاية تقول ( بادروا بالحجز على متن بطيخ طائر بإتجاه القمر) فالفرصة محدودة أو دعاية تقول (إلحق يا ما تلحق فالمكرونة جاهزة للطيران نحو المريخ …إشتروا كيس مكرونة وتمتعوا برحلة سياحية إلى الفضاء )!! .
تأتي عملية الإنفلات الدعائي هذه في ظل عدم وجود ضوابط تحكم سوق الإعلان لدينا وترك الحبل على الغارب لكل من يجهل حتى أبجديات صياغة أسلوب الإعلان للضحك على ذقوننا بحيث أصبحت صياغة الإعلان ونصه عبارة عن مسرحية كوميدية فكاهية !![/JUSTIFY]