وحينما يتحدث الكاتب عن أخطأ حدثت فانه لا يدعو لمعاقبة مرتكبيها منذ الوهلة الأولى بقدر دعوته للعمل على بحث علاج لها حتى لا تتفاقم المشكلة ويتحول الخطأ من جرح خفيف إلى ورم خبيث يصيب الجسد كله .
وقبل أيام قلائل كانت لي وقفة مع أحد الإخوة الأفاضل ممن يتربعون على كرسي القيادة فتحدث بأسلوبه موجها نقدا قويا وجارحا لما تناولته في احد مقالاتي مؤخرا جازما أن ما تناولته إنما يستهدفه شخصيا وأن ما ذكرته لا يعدو كونه رغبة مني في الظهور الإعلامي وهو يسير على الطريق الصحيح !
وللحقيقة أقول أنني لم أفاجأ بما حمله محدثي من كلمات فقد تعودنا ككتاب أن نواجه مثل هذه الكلمات ممن نكتب عنهم منتقدين .
وقد تحملت ما قاله محدثي لأنني مدرك بأن ” أجسام البغال وعقول العصافير ” لازالت سائدة لدى البعض فإذا كان الكاتب يكتب مقاله ويطرح قضية مجتمعه أيعني هذا أنه يبحث عن الإعلام ؟ أو أنهم يفضلون أن يظل الكاتب بعيدا عن مجتمعه وقضاياه ؟ وكيف بي أبحث عن الإعلام وأنا من أمضى حياته في الإعلام ؟
أيرون أن تعيين مقيم مخالف لنظم العمل والإقامة سكرتيرا لرئيس مجلس الإدارة أمر لا يمكن الحديث عنه ؟
وهل يرون أن تعيين وافدين بالشئون المالية وإبعاد السعوديين أفضل ؟
لا أريد أن أسترسل في الحديث والإشارة من قريب أو بعيد عن أخطأ باتت ترتكب داخل بعض المؤسسات الخدمية بحجة الارتقاء والتطوير وزيادة العائد لكنني سأتحدث عما قيل مؤخرا عن العمل التطوعي الذي لم نره ولم نلمسه لكننا فؤجئنا به قبل أيام قلائل وقيل أنه نفذ خلال موسم الحج !
فكيف نفذ التطوع دون أن يعلن عنه ؟
ولماذا حرم الآخرون منه ؟
إن من المؤسف أن يسعى البعض للتحايل على النظم والقوانين بمصطلحات وتعريفات لا نعرف من أين استقيت فهل يعقل أن يكون العمل التطوعي منحصرا في شخصيتان أو ثلاث ؟
وهل يبيح العمل التطوعي لمن قيل أنه شارك كمتطوع أن ينال جائزة لا يستحقها ؟
إن التطوع “هو عمل اجتماعي إرادي غير ربحى، دون مقابل أو اجر مادي، يقوم به الأفراد أو الجماعات من أجل تحقيق مصالح مشتركة أو مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة. سواء كان هذا الجهد مبذولاً بالنفس أو بالمال . وهو حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر ( بدون إكراه أو إجبار ) في سبيل سعادة الآخرين . يعبر عنه في بعض المجتمعات كانعكاس لوعي المواطن وإدراكه لدوره في المجتمع وبالتالي انتمائه لهذا المجتمع ”
فهل يعي أولئك الأشخاص مفهوم التطوع والعمل التطوعي أم سيظلون سائرون على طريق الضياع ونكران الحقيقة والتغني بالقائمة الطويلة .
[/JUSTIFY]
