
أما مشاركة بعضنا في مثل هذه الإطروحات حدث ولاحرج لأن رغبتهم المشاركة في رحلة إلى كوكب المريخ تعود إلى أسباب (أخرطية ) فقبل أيام كنت أتابع محطة إذاعية محلية حيث طرحت مقدمة البرنامج سؤالاً مشابهاً على المستمعين فقالت بالحرف الواحد : ماذا تفعل لو قدر لك المشاركة في رحلة إلى المريخ وماهو النشاط الذي ستقوم به هناك ؟ وهل ترغب في أن تشارك في رحلة إلى هذا الكوكب وما هو الهدف؟ فكانت الإجابات تنم عن السخرية وضعف مستوي المشاركة وسذاجة البعض من المتصلين فمن قائل : أنه يرغب الهجرة وإستيطان كوكب المريخ هرباً من نكد أم العيال (المدام) وآخر قال أنه سيهرب من مديره الذي دأب على الحسم من مرتبه ومضايقته في العمل وثالث قرر الهجرة إلى المريخ هرباً من الديون المتراكمة عليه – ورابع أكد أنه حينما سيصل إلى هناك سيدعو أصدقائه وزملائه على أكلة (مفطح ) وسأل أحد المستمعين المذيعة وهل على سطح المريخ (ضبان) حتى يمكننا إصطيادها وإلتهامها ومن قائل أنه قرر الهجرة إلى المريخ هرباً من صاحب المنزل الذي يطالبه بإيجارات متراكمة وتمنى أحدهم المشاركة في رحلة إلى المريخ للبحث عن عروس (مريخاوية)!وأدلى طالب ثانوي برأيه حيث قال أنه يفكر بالسفر إلى المريخ للتخلص من المذاكرة وتعليق ظريف من أحد المواطنين قال فيه أنه يفكر بالسفر إلى المريخ هو وسيارته هرباً من غرامات ساهر!..
لماذا يختلف تفكيرنا عن تفكير الآخرين في كل شئ حيث يتركز تفكيرها على القشور والسطحيات بينما غيرنا يفكر في كل جديد ومفيد – فمثلاً حينما تتاح الفرصة لبعضنا بالسفر إلى المريخ فإن أول مايفكر فيه هو هل هناك مخططات أراضي يمكن الإستيلاء عليها ووضع شبوك حولها وفي الطرف الآخر يكون الباحث (الخواجة جون بن كين) هدفه من الرحلة إكتشاف أشياء جديدة عن كوكب المريخ تعود بالنفع على الآخرين![/JUSTIFY]