
محمد رابع سليمان/مكة المكرمة
قضى أهالي مكة المكرمة يوم أمس الخميس الذي يوافق يوم عرفة يوماً مميزاً ليس كباقي الأيام الماضية لكنه ملئ بالذكريات التي ليتها تعود يوماً كما يقولون حيث أستعاد فيها من بقى من كبار السن مشاهد عاداتهم وتقاليدهم القديمة والتي أصبحت من قصص الماضي وهى بلا شك لها الكثير من المعاني والدلالات.
لقد كان يوم أمس موعد أهالي مكة القدامى مع ذكريات الليلة اليتيمة وأيام الخليف وخروج النساء الكبيرات والشابات على شكل مجموعات يرددون العبارات الشهيرة [COLOR=crimson](يا قيس يا قيس الناس حاجة وأنت هنا ليش[/COLOR]) نعم عشنا حقيقة الماضي الليلة اليتيمة أيام الخليف مسميات لا توجد إلا عند أهل مكة وحدهم ولأنهم مميزين فهم أيضاً في عاداتهم وتقاليدهم ومسمياتهم مميزين ، وفى الوقت الذي كانت تمثل هذه الأيام مشهد نادر يمر على الأسر والبيوتات مرة في العام ، لم يبق من تلك الذكريات القديمة سوى إجتماع الناس منذ العصر في المسجد الحرام وخروج النساء والأطفال على شكل مجموعات تناول طعام الإفطار في ساحات الحرم ووجد الأطفال الصغار من البنين والبنات فرصة للتعارف واللهو واللعب خارج المنزل حيث توجه البعض بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء إلى المخططات الواقعة في أطراف مكة لزيارة الأقرباء الذين يسكنون في مناطق بعيد عن الحج ، وخلال جولتي على دراجة نارية شملت أحياء المسفلة والمنصور وجرول والهجلة وأجياد ريع بخش وغيرها من الحواري التى خلت تماماً من حركة الحجيج بعد أن غادر الحجاج منذ الصباح الباكر إلى عرفات وسبحان مغير الأحوال بين عشية وضحاها تحولت مكة المكرمة من مدينة يقطنها قرابة مليوني حاج من جميع أقطار المعمورة إلى أحياء هادئة خالية من حركة الحجيج سوى الأهالي من كبار السن وبعض الذين فضلوا البقاء مع أسرهم ، وعدد المصلين في المساجد يُعد على الأصابع .
كنت أتجول وتمنيت أنني أدرك تلك الأيام الجميلة التي لم يبق إلا أطلالها ، ألتقيت عدد من كبار السن الذين يعيشون لحظات الخليف فى (70) عام يقول العم [COLOR=crimson]حسن فرج دبلول[/COLOR] ليلة يوم عرفة كانت تسمى الليلة اليتيمة وكما هو معروف كان أهالي مكة مع قدوم الحجاج ينشغلون بأعمال الحج وخدمة الحجيج ولم يكن يتخلف أحد عن هذه الخدمة إلا لسبب المرض او العجز ويستعيد ذكرياته قبل سبعين سنة كنت في سن الطفولة ولكن ذاكرتي كما هي عادة الأطفال في تلك السن تلاحظ وتحفظ كل شيء ، أتذكر أن النساء كن يجتمعن صبيحة يوم التروية ويشكلون مجموعات كل مجموعة يقمن بدور الحراسات داخل الأحياء والشوارع وما أن يصلين العشاء إلا ويخرجن تَفِلات يدرن الشوارع التي كانت حالكة في الظلام ويحملن معهنّ الفوانيس والمشاعل ويرددن الأنشودة المعروفة[COLOR=crimson](يا قيس يا قيس الناس حاجة وأنت هنا ليش[/COLOR]) ومعناه لا يمكن أن يبقى رجل في داخل البلد حتى كنّ إذا شاهدن أي رجل يجتمعن عليه وينهلنّ عليه بالضرب وهنّ يرددن تلك الأنشودة(يا قيس يا قيس الناس حاجة وأنت هنا ليش) والشاهد أن ليلة الحرامية لم يعد لهات وجود في ظل انتشار الأمن والأمان والدوريات الأمنية التي تتابع كل صغيرة وكبيرة .
ويضيف العم حسن فرج : أما يوم عرفة فكانت الأسر بأطفالها تتجه في الصباح إلى حي أجياد لمشاهدة الأوتيل وبير بليلة والإستمتاع بلعرض العسكري فى منطقة أجياد والذى يقوده الفريق طه خصيفان(رحمة الله عليه) وكان يدرب العسكر والناس في منى ، والحقيقة أتذكر توجه الناس للبازان ومقابلة بعضهن في جو من الألفة والمحبة والجميع ساروا إلى رحمة الله ومن النساء المشهورات في قيادة أيام الخليف بقيت واحد وهى([COLOR=deeppink]الخالة حواء[/COLOR]) شقيقة موسى قرام .
ويقول [COLOR=crimson]عمدة حي الهجلة محمود سليمان بيطار [/COLOR]هذه الأيام المباركة عندما تحل علينا تعنى الشيء الكثير لنا ولجميع أهالي مكة لأنها أيام مباركة تشعر الأسر بأسرها أنها تستقبل ضيوف الرحمن وتحتفي بهم وتفتح بيوتها وتقدم لهم الخدمة وكانت تشكل بالنسبة لهم إجتماع فريد حتى أن بعض أهالي مكة الذين يعيشون فى مناطق أخرى لظروف العمل الحكومي وغيره يقضون فترة الإجازة من أجل المشاركة في خدمة الحجيج وقضاء أوقاتهم في جو الحج ، وقال [COLOR=crimson]من أجمل الذكريات في الماضي الليلة اليتيمة وأيام الخليف [/COLOR]حيث تمثل مشهد الترابط الأسرى المكي جميع الرجال يتجهون لخدمة الحجيج والحج ويبقى النساء والأطفال في يوم عرفات يجتمعون في المسجد الحرام ويجعلون ذلك اليوم لقاءً أسرياً كبيراً يتبادلون التهاني ببلوغهم هذا اليوم ويدعون بالرحمة والمغفرة لمن لم تعود عليهم هذه الأيام وبعد الإفطار في الحرم المكي في الليل يخرجون مجموعات ويرددون ([COLOR=crimson]يا قيس يا قيس الناس حاجة وأنت هنا ليش[/COLOR]) والأطفال يسيرون خلفهم كان المشهد يبرز تركيبة اجتماعية فريدة لأهالي مكة واليوم أشعر بالألم والأسى عندما لا أجد من يعملون في خدمة الحجيج سوى المطوفين وأبنائهم ، وفى مثل هذه الأيام كان شعار التزاور مظهراً بارزاً للجميع ثم يأتي دور تجهيز البيوت وتنظيفها قبل عودة الحجاج من مشعر منى ، أما مشهد الحجاج بعد عودتهم من أداء المناسب فكان يغلب عليه التأثر والبكاء ودموع الفرح والشعور بأن هذه الأيام قد لا تتكرر على الإنسان ولعل هذه أبرز مظاهر هذه الأيام في الماضي اسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان ويحفظ هذا الوطن من كل سوء ومكروه .
[IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/4b0ff66f09a15.jpg[/IMG]أحياء مكة تبدو خالية وهي ما تعرف بالليلة اليتيمة
[IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/4b0ff66f09d78.jpg[/IMG]
آيضا ساحات المسجد الحرام خالية من المصلين على غير العادة
جيت على الجرح يا محمد رابع
راح القيس وراحوا اهله ايام ما كانت مكة على اهلها
وايام كانت القلوب نظيفه
انت تتكلم اصبح من الماضي الجميل الذي لن يعود ومن عاش تلك الايام يبكي عليها الان لانه فعلا زمن جميل
واذا كنت ناسي افكرك
افتكر ايام تباسي المعمول ننزل بها من الحواري لاصحاب افران العيش
فرن القهدي في القرارة وفرن الغربي في الحلقة القديمة
اشكرك انك ذكرتنا بالعادة القديمه الله يذكرك الشهادة
ولو انك حركت مياه راكده لكن عاد لا بد من مواكبة العصر والا يقولو علينا متخلفين
طلب صغير لو تكرمت
ليتك تكثر من هذه التحقيقات المكية القديمة
انا احب اقول كل عام واهل مكة بخير وجميع المسلمين