
ومثل هذا السؤال وان كان اعتياديا تعودت سماعه كلما شاركت في ندوة أو لقاء يتناول التوعية ، فان ما أوقفني أمامه متعجبا ليس السائل باسمه أو صفته ، لكن مضمون السؤال والذي أكد فيه على أنه رأى الكثير من المواطنين بمختلف شرائحهم العمرية ومستوياته الثقافية والاجتماعية يكونون خارج المملكة أكثر التزاما بالأنظمة من غيرهم .
وقد أجبته حينها بأن السبب يكمن في أننا نستهتر بالأنظمة داخل حتى وان كانت من أجل سلامتنا ، لأن من يخالف النظام فانه يسعى بعد تسجيل مخالفته للبحث عن شخص يزيل المخالفة عنه حتى وان كانت ستسبب له أو لأسرته ألم لا سمح الله .
أما خارج المملكة فان النظام نظام يطبق على الكبير قبل الصغير ، وليس هناك مجال لتجاوزه من أي فرد كان ، أما لدينا فالمجال متاح للمخالفات ومن بعد البحث عن واسطة لإزالتها .
وقلت للحضور يومها لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر دور ” أمن الطرق ” فماهو دوره الحقيقي ؟
وللأسف وجدت أن نسبة كبيرة تقول بأن دور ” أمن الطرق ” ينحصر في تفتيش الرخص والاستمارات عند نقطة الشميسي ، وتسجيل مخالفات السرعة .
ويومها قلت لهم ” للأسف أن هذه هي المعلومات المغلوطة هي السائدة لدى الكثيرين فامن الطرق ليس من أهدافه أو واجباته تسجيل المخالفات ، لكن هدفه الرئيسي هو المحافظة على الأرواح والممتلكات ، فقائد المركبة روح يجب المحافظة عليها ، والمركبة ملك خاص لابد من الحفاظ عليه .
فهل نسمح لأنفسنا بأن نتجاوز كل هذه بمخالفتنا للأنظمة ؟
وهل نعتبر أن روح الإنسان في المملكة لاتمثل أي قيمة وخارج المملكة تمثل قيمة ؟
وما جعلني أتناول الالتزام بالأنظمة اليوم هو موقف مر أمامي ، قبل أيام قلائل حينما وقف أحد الإخوة من قائدي المركبات بوسط الشارع لشراء بعض احتياجاته معرقلا حركة سير الآخرين ، وحينما طالبه البعض بالتحرك رأفة بهم وبمن معهم رد قائلا : ” ياعم موش مهم خليني أخلص شغلي ” ، ونفس هذا الشخص رأيته مرة خارج المملكة أمام موظفي الجوازات لحظة مغادرته وهو يقف بكل أدب واحترام ، حتى أبنائه الصغار حظر عليهم تجاوز خط الجوازات والالتزام بالأنظمة .
فلماذا فعلا نلتزم بالأنظمة خارج المملكة ولا نلتزم بها داخلها ؟
سؤال أتمنى أن يجيب عليه كل من يخالف النظام .[/JUSTIFY]
———————————-
[COLOR=#FF0000]مقالات سابقة[/COLOR]
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=listarticles&id=31[/url]