المحليةالمقالات

مرضى الشوارع

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]مرضى الشوارع[/COLOR][/ALIGN]

أدرك تماما أن موضوع مرضى الشوارع قدأشبع كتابةً وطرحا من قبل العديد من كتابنا الأفاضل, ومع ذلك فلا بأس لدي أن أعرج عليه وأتناوله من وجهة نظر نفسية واجتماعية. لأهميته ونظرا لما تتميز به مكة المكرمة من خصوصيةٍ وما تحتله من مكانة رفيعة في أفئدة المسلمين الذين يفدون إليها يوميا من كل حدب وصوب, ذلك أن وجود المرضى النفسانيين الذين يهيمون في شوارع مكة يعكس صورة سلبية سيئة عن أم القرى,
فقد وجدت أن النسبة الأعلى من هؤلاء المرضى يعانون من أمراض نفسيةٍ مزمنةٍ يأتي الفصام العقلي المزمن بصورته السلبية والتي تتمثل في العزلة الاجتماعية والإهمال الواضح للنظافة الشخصية في مقدمة تلك الاضطرابات النفسية يليها الاكتئاب الذهاني مرورا بحالات التخلف العقلي وكذلك الحالات الناشئة من التفكك الأسري وانتهاء بالعوامل الاجتماعية الاقتصادية مثل فقدان العائل ورب الأسرة لسبب من الا سباب …الخ وجميعنا قد قرأعن تلكم الأم الثكلى وبناتها السبع اللائي اتخذن من سفوح الجبال في المنطقة المركزية للحرم بيتا وسكنا يؤويهم بعد وفاة والدهم .

أن كل تلك الصور المأساوية والجديدة عل مجتمعنا المترابط نظريا والمفكك واقعيا يلزم علينا الاستشعار بعظم المسئولية الملقاة على عاتقنا جميعا تجاه هذه الفئة الغالية على نفوسنا والتي يمكن أن تستغل من قبل ضعاف النفوس ومافية الجريمة المتخصصين في اصطيادهم وتجنيدهم لتحقيق أهداف وأجندة خارجية تهدف إلى المساس بأمن الوطن والمواطن . كما قد يتعرض الإناث منهن للتحرش بكافة صنوفه وألوانه وصوره أو حتى استقطابهم للقيام بأعمال منافية للقيم والأخلاق والآداب؟!

كذلك قد يخطط أعداء الأمة في استغلال تلك الفئة في المتاجرة والترويج للمخدرات لإبعاد الشبهة عن المجرمين الحقيقيين وإلصاقها بهؤلاء الأبرياء لذا فهم صيد سهل ولقمة سائغة لهؤلاء المجرمين. وكما أسلفت فأن أصحاب الفكر الضال قد يجندوا مرضى الشوارع بحجة الدين والتكافل الاجتماعي وتوفير الحياة المادية لهم ومن ثم الشروع في غسيل أدمغتهم مما يجعلهم أداة فعالة ومطواعة لتحقيق أجندة قوى خارجية هدفها الأساسي تخريب وطنا الحبيب.

لذا أناشد جميع المسئولين والجهات الحكومية المعنية وعلى رأسها وزارة الداخلية والصحة ووزارة الشئون الاجتماعية بضرورة بحث ألأسباب والعوامل المفضية إلى حدوثها وعمل الدراسات والأبحاث العلمية ودعمها ماديا ومعنويا ودعم المختصين كالأطباء النفسيين لإيجاد الحلول العملية والكفيلة بمشيئة الله للحد والقضاء عليها نهائيا حماية لبلدنا الغالي علينا جميعا لذلك أرى من وجهة نظري الشخصية أن البداية في حل هذه الإشكالية يأتي بإنشاء مستشفى للأمراض النفسية وكذلك ضرورة إيجاد دور لناقهي الأمراض النفسية في العاصمة المقدسة لاحتواء الأعداد المضطردة والمتزايدة من مرضى الشوارع وتقديم أفضل الخدمات النفسية والاجتماعية سواء العلاجية أو الوقائية وهي فرصة سانحة لإيصال صوتي وأصوات الكثيرين غيري من أبناء أم القرى إلى المسئولين في وزارة الصحة ووزارة الشئون الاجتماعية.

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]د.رجب بن عبدالحكيم بريسالي[/COLOR] استشاري الطب النفسي بمستشفى حراء العام[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سعادة دكتور رجب بريسالي أشكرك على هذا الموضوع الحساس جدا من الناحية الاجتماعية والنفسية وفعلا مكة يجب الوقوف على جميع مشاكلها وأملتا فب أميرنا المحبوب خالد الفيصل كبيرة جدا… كما أضم صوتي الى صوتك بضرورة انشاء مستشفى للحالات النفسية في مكة وأن يكلف المخلصون في هذا الابلد للاشراف عليها وفقك الله تعالى والى الأمام دائما

  2. مرضى الشوارع مشكلة متراكمة في مكة المكرمة ودايم نشوفهم يشحتون عند الاشارات أطالب المسؤلين بضرورة وضع حل جذري للمشكلة لاعادة الجمال الى مكة

  3. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    والله إن قلب المسلم يتقطع ألماً عندما يشاهد أو يسمع لمثل تلك الحالات والمصائب التي تقع ببعض الأسر في مرض أحد أفرادها بهذه الأمراض النفسية والتي هي نتاج لتراكمات وهموم عانى منها أهلها طويلاً إلى أن تحولت إلى مرض نفسي.
    يا إخوان إن الإبتعاد عن تعاليم ديننا الحنيف الذي هو دين المحبة والإخاء والعدل والسلام والتكافل الأسري والاجتماعي وترك المُسلم لواجبات دينه وواجبات أهله وإنصرافه إلى أصدقاء السوء ومتابعتهم والاقتداء بهم تكون النتيجة الاحساس بالضياع وتغليب كفة هولاء الأصدقاء على أهله وأنه لم تعد لأهله ومجتمعه به حاجة فتبدأ معه رحلة الضياع إلى تهبط به في قاع حياة البؤس والنكد وبالتالي الهروب وفقدان الهوية الاجتماعية.
    أدعو أُسرنا إلى متابعة أبنائها وخلق لغة الحوار معهم وشملهم بالرعاية والحنان والجلوس معهم وتفهم حاجاتهم ورؤيتهم لمستقبلهم لأن هذا بإذن المولى عز وجل وسيلة إلى كبح جماح الضياع وإنصرافهم إلى غير أهلهم طلباً للحنان والاهتمام الذي فقدوه في منازلهم ومن أهليهم.
    والله أسأل أن يهدي الجميع وأن يكفي بلادنا وشبابنا الهموم والكروب وأن يبارك لكل أسرة مُسلمة بأبنائها وأن يجعل فيهم خيراً لدينهم وأوطانهم وهذا المليك الذي يسره مايسر شعبه فحفظه الله لنا وأطال في عمره وولي عهده الأمين.
    أضم صوتي معك يا دكتور رجب
    بس لا حياة لمن تنادي

  4. كلام جميل جدا ولكن ماهى الخطوات الاجرائية التنفيذية التى تم اتخاذها انتم ومن فى مكانتكم

    من الاطباء االنفسيين المكيين لاثارة قضية مهمة جدا غير الكتابة لتحرك الجهات

    الاخري للاسراع باتخاذ اللازم تجاه هذا الامر الذى لا يقتصر اضراره على الفرد نفسه

    وانما تلتحلق بالمجتمع المكى ككل

  5. :lool: شكرا يادكتور رجب على هذا الطرح الاكتر من رايع وفقكم الله وسدد على دروب الخير خطاكم

  6. سعادة دكتور رجب بريسالي أشكرك على هذا الموضوع الحساس جدا من الناحية الاجتماعية والنفسية وفعلا مكة يجب الوقوف على جميع مشاكلها وأملتا فب أميرنا المحبوب خالد الفيصل كبيرة جدا… كما أضم صوتي الى صوتك بضرورة انشاء مستشفى للحالات النفسية في مكة وأن يكلف المخلصون في هذا الابلد للاشراف عليها وفقك الله تعالى والى الأمام دائما

  7. مرضى الشوارع مشكلة متراكمة في مكة المكرمة ودايم نشوفهم يشحتون عند الاشارات أطالب المسؤلين بضرورة وضع حل جذري للمشكلة لاعادة الجمال الى مكة

  8. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    والله إن قلب المسلم يتقطع ألماً عندما يشاهد أو يسمع لمثل تلك الحالات والمصائب التي تقع ببعض الأسر في مرض أحد أفرادها بهذه الأمراض النفسية والتي هي نتاج لتراكمات وهموم عانى منها أهلها طويلاً إلى أن تحولت إلى مرض نفسي.
    يا إخوان إن الإبتعاد عن تعاليم ديننا الحنيف الذي هو دين المحبة والإخاء والعدل والسلام والتكافل الأسري والاجتماعي وترك المُسلم لواجبات دينه وواجبات أهله وإنصرافه إلى أصدقاء السوء ومتابعتهم والاقتداء بهم تكون النتيجة الاحساس بالضياع وتغليب كفة هولاء الأصدقاء على أهله وأنه لم تعد لأهله ومجتمعه به حاجة فتبدأ معه رحلة الضياع إلى تهبط به في قاع حياة البؤس والنكد وبالتالي الهروب وفقدان الهوية الاجتماعية.
    أدعو أُسرنا إلى متابعة أبنائها وخلق لغة الحوار معهم وشملهم بالرعاية والحنان والجلوس معهم وتفهم حاجاتهم ورؤيتهم لمستقبلهم لأن هذا بإذن المولى عز وجل وسيلة إلى كبح جماح الضياع وإنصرافهم إلى غير أهلهم طلباً للحنان والاهتمام الذي فقدوه في منازلهم ومن أهليهم.
    والله أسأل أن يهدي الجميع وأن يكفي بلادنا وشبابنا الهموم والكروب وأن يبارك لكل أسرة مُسلمة بأبنائها وأن يجعل فيهم خيراً لدينهم وأوطانهم وهذا المليك الذي يسره مايسر شعبه فحفظه الله لنا وأطال في عمره وولي عهده الأمين.
    أضم صوتي معك يا دكتور رجب
    بس لا حياة لمن تنادي

  9. كلام جميل جدا ولكن ماهى الخطوات الاجرائية التنفيذية التى تم اتخاذها انتم ومن فى مكانتكم

    من الاطباء االنفسيين المكيين لاثارة قضية مهمة جدا غير الكتابة لتحرك الجهات

    الاخري للاسراع باتخاذ اللازم تجاه هذا الامر الذى لا يقتصر اضراره على الفرد نفسه

    وانما تلتحلق بالمجتمع المكى ككل

  10. :lool: شكرا يادكتور رجب على هذا الطرح الاكتر من رايع وفقكم الله وسدد على دروب الخير خطاكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com