المقالات

أيها التربوي “سعيد”

أيها التربوي “سعيد” .. الحرث جاف ..
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

[JUSTIFY] تستغرب من حديثه لأول وهلة يحيرك يدهشك يذهلك.. تعود وتضبط بوصلة تفكيرك وتسائل نفسك
من هذا..؟وكيف هذا ..؟ تتفرس في ملامحه تتأكد من عناوينه تصاب بشيء من الحيرة ..تسترسل معه في الحديث لكي تتعرف أكثر على دواخله لكي تحكم أكثر لكي تنصفه أكثر ولاتستعجل الحكم عليه فهذه ذمم وتلك أمانات وكل مسؤول عن إصدار عميق حكمه
.. فتعيد التمحيص والتفحص ..وتزيد الإمعان والاستدلال.. فبإمكانك التروي والتأني فالناس شهود الله في أرضه على خلقه.. تستثيره بآراء فيتأمل قليلاً..ويعى ماتقول ويفهم ماتقصد..الحياة هيأته لكبدها وشقاها.. مكانه ومكانته لم تقصيه عن الآخرين.. ولم تبعده عن سماع الرأي المختلف.. نظرات قريبة بعيدة .. بابتسامات صافية..

يصدقك القول لا يخذلك ..تبدأ في استدراك استغرابك تتوقف ..الحكم بعد المصارحة والمكاشفة .. التمعن والمنطق يتجهان صوب موازين حروفه ومقاطع جمله وصريح عباراته ..الصورة أصبحت أقرب للحقيقة من الخيال.. وزيادة في الاطمئنان .. وإمعانا في التأكد
للتأكيد.. تحاوره فيما اختلف عليه الناس..تناقشه فيما تقاذفته الأفواه..تجادله فيما اختلط فيها الواقع بالمفروض.. يخلصك من الشعور المنتاقض بالقول الواضح ..وإن أردت الحقيقة أكثر لا يتوقف عن الشفافية في الطرح دون أن يبدئ شيء من خدش الجميل بالمستكره من القول..إنه فن المنطق وسط الفكر المريح.. الذي لايجيده إلا القليل من الخلق..

أيها التربوي الفاضل سعيد أنت هكذا منذ متى..؟
منذ صغرك.. منذ اشتداد عودك ..منذشبابك..منذ تقادم عمرك..هل لك أن تبوح..؟ هل لك أن تخبر مايحمل الخاطر .. ؟ هل لك أن تفهم البعض معنى الوضوح..؟ هل لك أن تعلم الغير معنى شفافية..؟ ونحن الآن في زمنها..فلم يعد يخفى على أعين الناس حقائق مفروغة.. وحقائق مخترقة..وحقائق محترقة..
بل وصلوا فيما وصلوا إليه حقائق مؤلمة متعبة.. لا تتحملها عقولهم ..ففضلوا الصمت المرهق خوفاً من الانهيار المهلك..!! فالسلامة مغنم..والسعادة مطلب.. من يخبرالمعلم سعيد أن صاحب القول الجارح مفلس..وأن المتناسي التأريخ الناصع تعيس.. ومن لا يقدر المتفاني جاحد ناكر.. ومن يسلب الحق حاقد.. فالشمس لاتججب بغربال صاحب ذلك الحظ الفريد..في التوقيت الخاطئ من عجائب الزمن الخاوي..!!

أيها المربي الفاضل سعيد.. بين طلاسم الحروف الخافية ووسط الأسطر الخانقة.. الهداية أولى والله من ذلك الحرث الجاف وبالطبع بعد الحمد المستحق..!! فلعلك تعي ماباح به مكنون النفس..وما استباحه جرح الألم الغائر..فلكل مسافر يوم معلوم للرحيل.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com