المقالات

لا تخالف أخوك الكبير !

في هذه الدنيا مسلمات كثيرة من خلال تعاملاتنا الدائمة والتي من المفترض أن نؤمن بها تمام الإيمان؛ نظراً لموافقتها للفطرة السليمة، وإتفاقها مع الحكمة والمنطق، والعكس تماماً في حال مخالفتها سنجد الكثير من المعاناة الحياتية والتي لا حصر لها.

ومن هنا تنشأ المشاكل التي ليس لها أول كما أن ليس لها آخر بل نحن في غنى عنها، وهذا وبكل تأكيد ماهو مخالف للعرف الإنساني. فالأخ الصغير وكواجب عليه اتباع أخيه الكبير وفقاً للمسلمات الإنسانية، وفي الوقت نفسه يُفترض إن كل مايقوم به من أعمال يصب في الصالح العام للأسرة الواحدة.

وبطبيعة الحال هذه الدنيا مغرية لمن يجهل حقيقتها فنجد على سبيل المثال الأخ الصغير يغتر بنفسه وبفكره وحاله فنجده فجأة وإن كان لها أسبابها..! له الكثير من المطامع هنا وهناك وهي مطامع أكبر من قدراته، وله طموحات أبعد من حدوده الطبيعية فيشعر وبلا وعي أنه سيتجاوز وسيصل إلى كل مراده في ظل تغاضي أخيه الكبير ليس خشية منه وإنما عطفاً عليه وعلى حاله.

وفي غفلة من نفسه ينطلق وبتلهف وبكل السبل المشروعة وغير المشروعة؛ لنيل مراده غير المستحق. وللأسف ومع مرور الوقت يحصل الأخ الصغير على مكاسب في أكثر من مكان وهي مكاسب على غير وجه حق تجعل الدهشة ترتسم على وجه أخيه الكبير الذي كله أمل أن يعود أخيه الصغير إلى جادة الصواب.

ومع مرور الأيام يزداد الصغير تهوراً ويزداد الكبير حيرة وسط عائلة ترابطها تفكك كثيراً للأسف، وبتواجد طرف قوي متربص كل همه أن يحل النزاع بين الإخوان كافة، بل هو من أعطى الضوء لهذه الصغير الطامع طالما له نصيب من الكعكة..!

وكما يقال فإن للصبر حدود، وبعد أن بلغ السيل الزبى، وبعد أن احتمل الأخ الكبير مالا يحتمل من قلة التقدير تحرك بكل قوة وهيبة فقط لرد الأمور إلى نصابها فليس له أي مطامع في حقوق الآخرين والتي تعدى عليها أخوه الصغير بل وانتفع منها بدون أي حق يذكر.

كما أنه أعطى لنفسه مكانة زائفة وارتقى إلى مرتقى غير مناسب لحجمه الحقيقي وفي كل الأحوال. فهل مع مرور المزيد من الوقت يعود الصغير إلى رشده وسط ضبط نفس عالٍ من الأخ الكبير وهذا المأمول بطبيعة الحال.

وعلى أي حال من استند إلى غريب وليس أي غريب بل منبوذ في الكون كله لن يجد منه في وقت الحاجة إلا خذلان وتهاون فقد خذلوا عبر الزمن من هم أنبل خلق الله، بل خذلوا خالقهم في كل وقت وحين.

وهم متى ما حانت الفرصة لهم سينقضون على كل متوهم يعتقد أنهم خير صديق، أوخير معين لهم في وقت الحاجة. فمتى تستيقظ أيها المزهو بقوة غيره فأنت في واقع الأمر أضعف إمكانيات مما تتصور والأولى أن تسترد حقوقك لا أن تعتدي على حقوق الآخرين..!

خاتمة:
يقول أحد الشيوخ الخليجيين رحمه الله تعالى وهو من أصحاب الحكمة السديدة والمرؤة الراسخة في جملة تاريخية عظيمة وذات مغزى عميق ولكن لمن يدرك فقط:”نِحن تجار، والحكام في نجد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى