المحليةالمقالات

دون أدنى مسئولية !!

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]دون أدنى مسئولية !! [/COLOR][/ALIGN]

بعض العِبارات تجعل الإنسان يقف أمامها طويلاً ، ويحتار في عدم تناسبها وتناسقها مع الكلام ؛ بل قد تجد بعض العِبارات والتي يصح أن تُصنف أنها من الكلام الذي لا داعي له ، لأن الجملة تكتمل من غيرها ، ويزداد العجب فوق العجب السابق ، أنك تجد بعض العبارات يتم إيراداها وإدخالها في نصوص الكلام على أنها تُبرئ المفوض أو مُحرر الخِطاب من أي مسئولية قد تلحقه ؛ حتى لو لم يكن ثِمة مسئولية .

وعلى سبيل المِثال ، ورقة التعريف للطالب أو الموظف ، فيكتب فيها بالنص ( [COLOR=green]وأعطيت له هذه الشهادة أو المَشهد ، لِتقديمها لِمَنْ يهمه الأمر ؛ دون أدنى مسئولية !! [/COLOR]) المُفترض أن ينتهي الخِطاب عند ” لمن يهمه الأمر ” لأن الكلام اكتمل هنا ! ولكن ، لأن في الغالِب من يَعِدُ الخِطاب هُم مِنَ البيروقراطيين ، تجدهم يزيدون في الكلام ما ليس منه ، وتعتبر هذه الجملة الزائدة من زوائد النص الذي لا داعي له !

فهل مُجرد ورقة تعريف للطالب أو المعلم أو الموظف ، تتطلب كِتابة
( دون أدنى مسئولية ) ولو سأل أي موظف عن تلك الجملة الزائدة ، لا قيل له ـ ربما ـ على الفور تلك كليشة تعودنا عليها !!

هي ليست مُجرد كليشة ؛ بل هي من الكلام الزائد الذي لا ضرورة له في النص ، وإذا تقرر ذلك ، فَلِمَ يتمُ كِتابتها إذاً؟!

ذلك مِثالٌ فقط على بعض ما يَجري في عالمِنا الكِتابي الروتيني ، والذي يتوارثه جيلاً عن جيل ، دون أن يُدرك أن قول ذلك أو كِتابته تُعَدُ غَلطة كبيرة نقع فيها دون أن نشعر ، وإلا فما هي المسئولية التي ستلحق المدير أو الرئيس من مثل ورقة تعريف سوف يُرمى بها في دهاليز عالم الورق في ركنٍ موحش في كل إدارة يُسمى جوازاً ( الأرشيف ) ؟ أو على أقل تقدير يتم حرقها مع بقية الأوراق مع نهاية كل عام هجري أو ميلادي .

هناك كلمة أيضاً أود أن أختتم بها وهي تقال وتكتب ، وربما تكتب أكثر مما تقال ، وهي كلمة ( بموجبه ) حتى قال لي أحد الزملاء في أحد المرات ( أعطني مفتاح الغرفة أو المكتب ؛ حتى أفتح بموجبه الباب !! ) مع أن كلمة ( أعطني المفتاح ؛ لأفتح الباب . ) كافية ، وعلى ذلك ممكن نقيس بعض الكلمات والجُمل والتي لا داعي لها ، ولأن العرب تقول ( خير الكلام ما قَلَّ ) بل قال بعضهم ( خير الكلام ما قل ؛ دَلَّ أو لم يَدُل ) وبلا شك أن أفضل الكلام وأحسنه ما كان قليلاً ودالاً على معنىً ، وأسأل الله أن يكون هذا المقال ، مقالاً قليلاً ودالاً على معنىً كافياً ، دون زيادةٍ أو نُقصان ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]ماجد بن مسلم المحمادي / مكة المكرمة[/COLOR] إعلامي سعودي
alharbi5555@gmail.com [/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. خطابات البيروقراطيين دائماً توجد بها مثل تلك العبارات !

    .. والمشكلة أنها أصبحت من المسلمات بها في خطاباتنا ، وأضحت " كليشة " على رأيك ..

  2. خطابات البيروقراطيين دائماً توجد بها مثل تلك العبارات !

    .. والمشكلة أنها أصبحت من المسلمات بها في خطاباتنا ، وأضحت " كليشة " على رأيك ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com