عبدالرحمن الأحمدي

مؤتمر الحج .. ومؤامرة غروزني

في نداء رباني منذ قديم الأزل..يأتي الناس من كل حدب وصوب في هذه الأرض الواسعة إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة؛ تلبية لنداء ربهم ليذكروا الله تعالى في أيام فاضلة فرضها المولى، ويقوموا بأداء فريضة الحج الركن الخامس في الإسلام على هدي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، وتتشرف هذه الأرض الطيبة في المملكة العربية السعودية بحمل الحجاج على ترابها الطاهر، فليس هناك أغلى من توافد مثل هؤلاء الضيوف الكرام ضيوف الرحمن.فتقدم لهم الخدمات المعِينة والميسِرة لاتمام كامل مناسكهم،وهي خدمة شرف وفخرٌ ووسام على صدور كل أبناء هذا الوطن الغالي؛ لخدمة أهل السنة والجماعة من كل مكان.وهنا وبالمناسبةوعبروسائل التواصل الاجتماعي تعريفات وصفات جميلة لأهل السنة والجماعة لايتسع المجال هنا لسردها بالكامل للشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف- حفظه الله-المشرف العام على موقع مؤسسة الدرر السنية يقول الشيخ “السنة هي: ماكان عليه النبي صل الله عليه وسلم من العلم والاعتقاد والهدي.. والجماعة هم : أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم .. ومن سار على منهجهم وطريقتهم والعبرة بالمنهج واتباعه والتمسك به لا بالمسميات وشهرتها…”

وحين يجتمع الحجاج على صعيد واحد وفي زمان واحد فإنهم يجتمعون في أشرف زمان وأشرف مكان؛ لتجديد وتأكيد الولاء للمولى عز وجل بانتسابهم العظيم والخالد للدين الحنيف، وكثير من أمورهم الظاهرة والباطنة تعبر حقيقة عن ذلك.وعندما نشاهد-ولله الحمد- هذا التجمع المبارك على الأرض المقدسة أرض الحرمين الشريفين،فهو أشبه-إن صحَّ التعبير – بمؤتمر إسلامي عالمي كبير يضم جميع من يشهد بالله ربا وبمحمد نبيا ورسولا.. فيه قرر المجتمعون بأهمية الأخوة والترابط بين المخلصين من أبناء المسلمين في شتى شؤونهم الحياتية والدينية صغيرها وكبيرها، ودستورهم في أمورهم العظيمة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صل الله عليه وسلم،وهي الرسالة الخالدة التالدة إلى يوم القيامة من حيث منبعها الأصلي مهبط الوحي، وكأنهم حين قرروا في اتفاقهم الدائم كان مدعاة ذلك دعوة الرحمن لهم بتلبية النداء الإلهي كما قال المولى عز وجل في محكم التنزيل: ((وأذن في الناس في الحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتون من كل فج عميق)) [الحج:27]، فلم تكن الغاية من حضورهم وامتثالهم سوى طلب الأجر وابتغاء المثوبة..منه سبحانه وتعالى،ولم تكن في نفوسهم أو خواطرهم أي أغراض أو أهواء دنيوية رخيصة. فهنا لسان حالهم كأنه يقول نحن على قلب رجل واحد.

وفي الجهة المخالفة وفي وقت حرج..وأحوج ما تكون فيه الأمة الإسلامية إلى الاعتصام والترابط تأتي مؤامرة الضلال والانحطاط في (غروزني) في جمهوريةالشيشان وبرعاية من قدم له الفضل والمعروف بحسن استقباله وضيافته، وبحضور من يحسبون-اسما- على أهل السنة والجماعة،وبمشاركة ومباركة من له باع في الخزعبلات والخيالات الشيطانية الحمقاء.. بمن ينشد مع من شابهه في الاعتقاد والمنطق..بمن يتمايل طربا مع المتمايلين بطلب المدد من الموتى الذين لا يستطيعون نفع أنفسهم حتى يستطيعوا نفع الأحياء فلاحول ولاقوةإلا بالله العلي العظيم،بالإضافة إلى بعض من السذج.. يبدأ هؤلاء وغيرهم وممن ينطبق عليهم المثل”الطيورعلى أشكالها تقع” بالتصنيف الحاقد والناقم بإخراج أهل الكتاب والسنة في بلاد الحرمين الشريفين، وغيرهم من أهل التوحيد الخالص في البلاد الإسلامية، فهل يتصور منصف أن من لهم أسطرا مشرقة تكتب بحروف من نور وبمداد من ذهب في نشر الشريعة الإسلامية السمحاء في أرجاء العالم خاليةمن الشركيات.. والبدع.. من تقديس للموتى.. والاعتقادات المخالفة.. ومن الأحكام الصادرة عن قلة علم ومعرفة.هم ليسوا من أهل السنة والجماعة..!؟حقيقة إن الدورالأكبروالمهم الآن يقع على عاتق علماء المسلمين الحقيقيين-حفظهم الله-وعبرالجهات الرسمية،وخاصةفي هذه الأيام المباركة،والتي تشهد تواجد أهل السنة والجماعة من جميع أنحاء العالم الإسلامي في تعرية مزاعم هذه الفئة الخارجة عن الإجماع الإسلامي والكشف بقوة للملأعن إتجاهاتهم المنحرفةعن مقاصد الدين، وكشف الخفايا الأخرى من أجندة خارجية فرضت على هؤلاء المجتمعين بتعمد وعن قصد بل وعن تخطيط عميق لأهداف بعيدة وخطيرة..!! وبترتيبات معدة سلفا للوصول للغايات المخزية،والتي لا يغيب على العقول الحصيفة تفسيرها.. خاصة في هذا الوقت الراهن.فيكفي علينا أوجاع وانقسامات جديدة للأمة الإسلامية.. لنفوس حاقدةمن مثل هؤلاء ومن شابههم.. اللهم احفظ بلادنا وبلادالمسلمين من مكر الماكرين.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.هكذا قال الله تعالى عن كيدهم وحقدهم على أهل السنة والجماعة.
    فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجعل تدبيرهم في تدميرهم.
    فلا تحزن كاتبنا الفاضل أن الله معنا والله مولانا ولا مولا لهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى