المقالات

تغريبيشن

العرب بصفة عامة مجتمع محافظ ، والشعب السعودي بحكم تركيبته الصحراوية أيضًا محافظ، وداخل المملكة تتمايز المناطق بحسب التمازج والوجود ، ولا ننكر التمازج إبان القرون المنصرمة كون الناس دخلوا في دين الله أفواجا، ولكن تبقى الصبغة الأساس التي على أساسها توحدت الجزيرة العربية تحت لواء لا إلٰه إلّا الله ، فالمجتمع لا يزال ينكر الاختلاط ، ويكره الفسوق ، وينبذ كل أشكال إخراج المجتمع من ثوبه العتيق تحت أي مسمى ، فالمرأة في بلادنا تتمتع بما كفله لها الله في كتابه ، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وحيًا من لدن ربه ، فمن المستفيد من الزج بالمرأة السعودية بين الرجال ؟ هل سيرضى عنّا الآخر بمجرد تعيين امرأة في منصب قد يشغره رجل ؟ متى ستتوقف المطالبات لتعرية بنت الجزيرة العربية ؟ أفيقوا ..أفيقوا فلن ترضى عنّا الأمم الحاقدة ، ولن يكفوا عن المطالبات ؛بل هي خطوات شيطان ، وطلب يأتي إثر طلب ، والنتيجة عدم السيطرة على الوضع ، فأنا لا أهضم حق المرأة ، فهي نصف المجتمع و أم للنصف الآخر ، ولا ننكر دورها في التعليم ، ولا نجحد دورها في تنشئة جيل يقوم على التربية الحسنة ، فإلى أين يا حفيدات الصحابة ؟ فمؤسسات الدولة لنا كشعب، ولا يجوز لأي مسؤول بمجرد تنصيبه مديرًا أو وزيرًا يعزف على وتر المرأة كي ينال الرضى ، فتعسًا لمن يريد ارضاء البشر في معصية الخالق، وليعلم من يشق طريقه بهذه الطريقة كم سيجني من ثمار الخيبة الآن ومستقبلًا ؟ وهل غاب عن هؤلاء توجه قادتنا حفظهم الله نحو الحفاظ على البلد بكل مكوناته ومقدراته ؟ ولماذا يصرون على التخبط وعندهم علم بأن بلادنا لها أصل ثابت يصعب اجتثاثه ؟

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى