المحلية

بالصور.. قرية الباحة التراثية.. ماضٍ عريق يتجدَّد في الجنادرية

ما أن تقترب من قرية الباحة التراثية في الجنادرية، حتى يسيطر عليك هاجسٌ من زمن بعيد، زمن يحمل في عبقه روائح المجد والسؤدد والكبرياء، والسعادة والهناء، يتجسد في لوحات وآثار خالدة.

وأول ما تبصر عينيك القرية، تجد نفسك في حاضنة ثقافية تراثية، قلّما كان لها مثيل، تنظر بعينيك الأجداد وقد عادوا إلى الحياة، فيجسدون أيامهم الجميلة وتراثهم الأصيل حيًا يمشي على الأقدام ويتجولون حولك وكأنك في سوق قديم ترى كل ما يسر الناظرين.

وتحتار كلما مشيت أكثر، فلكل عنصر أثر ولكل أثر حكاية ولكل حكاية تاريخ ترويه القرية المصممة بشكل أنيق ومرتب؛ لتنقل الماضي إلى الحاضر فيعرف الأبناء ما ترك الأجداد ولا يتعلمون حياتهم فحسب، وإنما يعيشونها.

ولم يدخر المشرفون على القرية أي جهدٍ من أجل أن يعود الماضي إلى الحياة، فكان التراث مجسدًا في كافة المرافق والزوايا والأقسام، فحق عليها القول “تراثنا يتحدى الزمن”.

وأنت تواصل المسير، يخطف ناظريك أحد المتطوعين بلبس الجبة القديم، والذي كان زيًا رسميًا في عصر ما قبل الإسلام، وهو تأكيد على عراقة هذه المنطقة وأصالتها، وإلى جانبه مجموعة من الرجال يؤدون “لون الهرموج” الذي يعتبر أحد الفلكلورات الشعبية النادرة بمنطقة الباحة، حيث يتكون من صفين يقومان بالأداء الحركي حيث يؤدى بدون دوران وهو أقل من العرضة حركياً.

وليس بعيدا عنها، تجد طفلة صغيرة ترتدي  اللباس التقليدي لنساء الباحة قديما، لتحكي لك كم كانت الحياة جميلة وهانئة من خلال ألوان الثوب ودقة العناية فيه وجماله وسحره.

وبالقرب من الطفلة الصغيرة، يعمل أحد المواطنين في النجارة، فيبهر الحضور بدقة ما يصنع من الخشب، فيحوله إلى أدوات قديمة ولا زالت تستخدم إلى يومنا هذا في صناعة القهوة ولوازم المنزل والضيافة، وما يحتاجه البعض من أدوات الزراعة.

وعندما تواصل السير على قدميك، تشاهد في الأطراف المترامية من قرية الباحة التراثية، عددا من المتطوعين يرتدون الأزياء التقليدية للرجال عبر مختلف الأزمنة، بما يشمل لباسهم وطريقتهم في الحفاظ على لحاهم أو شواربهم.

ويعتبر مهرجان الجنادرية، تظاهرة ثقافية أدبية بدأت منذ عام ١٤٠٥هـ ، وعادة يكون موعدها في فصل الربيع من كل عام تحت إشراف وزارة الحرس الوطني، وتشارك إمارة الباحة في هذا المهرجان منذ ٣٥ عامًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى