الثقافية

وفاء الغامدي: الشعر بحاجة لمتلقٍ يتذوق ما يسمع

(مكة) – مكة المكرمة
كشفت مشرفة الصفحة الثقافية في صحيفة “مكة” الالكترونية الزميلة الشاعرة وفاء الغامدي، عن أسرار خاصة في حياتها الشعرية وطريقة تعاملها مع القصيدة وأيهما يكتب الآخر وعن الأسباب والظروف التي تدفعها للكتابة وجمهورها المفضل الذي لا تتردد في إلقاء القصائد أمامه، فضلا عن سر رفضها المشاركة في سوق عكاظ.
وقالت الشاعرة الغامدي، خلال أمسية ثقافية نظمها ملتقى مخملية الفصيح بإدارة الأستاذ عبدالعزيز طياش ،
إن وفاء تتعامل مع القصيدة كما هي وكما تخرج من قلبها وعقلها على لسانها دون أن تفرض عليها نمطًا شعريًا وتتركها تكتب نفسها بنفسها.
وأضافت في إجابتها عن سؤال الدكتور عبدالله السّلمي في الأمسية، حول اكتفائها بالنص العمودي، تقول “لي نصوص في شعر التفعيلة ولكنها ليست كثيرة، وفي الواقع أنا لا أختار ثوب القصيدة ولا أقرر مسبقًا الشكل الذي أريده، إنما هي تخرج بثوبها الذي تريد وحينما تخرج أمتثل لها كما تحب”.

واستدركت “من النصوص التي لاقت رواجا واستحسانا كبيرا “الوهم الحرير” و”على بابي” وغيرها من قصائد التفعيلة التي أعجبت القراء وأشاد بها المتلقون”،
مضيفة “النتاج الشعري لا أحرص فيه على التوازي بين العمودي والتفعيلة، ولكني أحرص أن يكون النص مدهشا كيفما خرج”.
وترى أن بالحراك الثقافي المعاصر بحالة جيدة ، قائلة “إنه مدهش ورائع ويمضي قدما ونرى أن هناك شعراء بارعين ومدهشين وما زلت مطمئنة بأن الشعر بخير ونحن بخير طالما أن الشعر بين ظهرانينا”.

وعن سؤال للدكتور السلمي “لماذا يحضر انكسار الأنثى في شعر وفاء“، قالت “ما الأنثى إلا أن تكون هي بأنوثتها وضعفها وانكسارها بشموخها وإبائها وعفتها وهذه المعاني العظيمة، يجب أن تظهر ، و تحضر الأنثوية في شعر وفاء وكل الشاعرات أظن أن الشعر يجب أن يكون أصدق ما يحكينا كما نحن”.
وأشارت إلى أهمية النفس الشعري وهو “أن تصوغ مشاعرك بشكل صادق وانسياب حسي يغلب عليه التكثيف والإيجاز الذي يوصلك إلى المشاعر، ليس من الصعب أن تطيل في النص والنفس الشعري، ولكن هل يكون قويًا وحاضرًا حسيًا وشاعريًا في كل بيت؟ أعتقد أن هذا هو الأهم وأنا أميل إلى المقطوعة المكثفة التي تصف بدقة وتختصر الكثير من التفاصيل الثانوية الزائدة التي تنأى بنا عن بؤرة الشعور التي كانت سبب الدفقة الشعرية وانسكابها بشكل كامل في مقطوعة مختصرة”.
وحول عدم تنوع الأغراض وانحصارها بين الوجدانيات والرثاء، قالت “هذه الحالة الشعورية هي التي تتلبسني؛ ولكني كتبت كثيرا عن الطبيعة والوطن واللغة، ربما يرى البعض أن الوجدانية والرثاء تغلباني أكثر في قصائدي الشعرية”.

وأفصحت الغامدي، عن موقفها من مجموعات الواتساب الأدبية، “يكفي أنها تحتضننا الآن وتجمعنا للقاء، والمجموعات الأدبية على الواتساب مهمة ومفيدة إذا ما حافظت على هدفها وإذا خرجت عنه فإنها تصبح نسخة مكررة من الكثير من المجموعات التقليدية المملة”.
وزادت “في هذه الجائحة أصبح دور هذه المجموعات مهما والتحقت بالكثير من المجموعات الأدبية منها فرقد وجماعة شعر وهي مجموعات قوية ولها حضور وتفاعل كبير وضالتي هي الأدب، فإذا لم أجده أضيق بالصخب الذي لا أخرج منه بمتعة وفائدة و بلذة الإصغاء والقراءة، فإذا لم أجد ذلك أغادر منها”.

وأعربت عن إعجابها بتألق المعارضات الشعرية في تلك المجموعات الأدبية، قائلة “لعل هذه من أجمل وأقوى ثمار مجموعات الواتس الأدبية، هذا الحراك والاشتعال الحسي ونقر الأنامل على الأحرف، أبيات الشعر من الشعراء تشحذ بعضها بعضا، هذه الظاهرة الصحية أجمل ما أفرزته المجموعات الأدبية، وطرقت هذا الجانب لأنه استفزّني، فمتى وجدت المحرض لكتابة النص مثل الأحداث والقصص التي تحرك مشاعرك أذهب إلى المعارضة الشعرية”.
وعن صحة تسميتها بالمعارضة الشعرية، قالت “أفضل من يجيب عن هذا السؤال هي الدكتورة خديجة الصبان، حيث سميت بالمجاراة ولكنها صححت لنا هذه التسمية وقالت إن هذا هو فن المعارضات وهو فن قديم وبتنا نستخدم هذا اللفظ بشكل واضح في المجموعات لأنه الأصح في اللغة”.

وأجابت الشاعرة الغامدي، عن سؤال أمير الشعراء سلطان السبهان، هل العالم الرقمي الجديد الذي يتعامل معنا كأرقام لا كأرواح، محتاج للشعر والشعراء؟، قائلة “دورنا نحن أن نأخذ بأيدي أطفالنا بداية من خلال هذه الأجهزة لنوظفها ضمن محتوى ما يمارسونه لساعات طويلة، لن يتوقف الإنسان عن إحساسه بالكلمة وحاجته للبوح، مهما زاد التطور التكنولوجي والتوغل فيه، لن يأتي وقت نكون فيه لسنا بحاجة للقصيدة”.

وحول سؤال: وفاء النخبوية!! من أين أتت هذه التسمية ؟ وهل بالفعل تجدين في وفاء أنها نخبوية ؟، قالت “هذه المفردة تأتي بمعنى المدح أو الذم، لا يستطيع الكاتب أن يكون نخبويًا حين يكتب، فهو يكتب للمتلقي الذي ممكن أن يقرأه مصادفة وهذا ما حدث عندما بدأت أنشر مقالاتي في صحيفة مكة الإلكترونية وأنا ابنة مكة الإلكترونية وأفخر بهذا، وتناول كتاباتي الجميع ويرى البعض أن وفاء تريد أن تكتب للنخبة وأنها تستعرض بقاموسها اللغوي وهذه آراء موجودة في الصحيفة من بعض المتلقين من مختلف الأطياف، وأقول إن الكاتب لا يستطع أن يكون نخبويًا إذا أراد أن يكتب للمجتمع بكل أطيافه”.
وتابعت “نريد متلقيًا متذوقًا للشعر، وهناك أمسيات لا ينبغي أن يحضر لسماع الشعر إلا من يهتم به ويفهم الشعر ويشعر بشاعرية النص، وخلال دعوتي لسوق عكاظ رفضت الحضور حينما سألتُ عن طبيعة الجمهور فقالوا عامة الناس الذين سيحضرون للمهرجان، وهذه الفعالية الكبيرة لعامة الناس التي تأتي لتمرح وتأكل وتشاهد، رأيت أنه ينبغي أن يكون جمهور الشعر مهتمًا به ومن هنا جاءت هذه المفردة أن وفاء تريد أن تكون نخبوية، بينما أرى أن لكل مقام مقال، وفي الأمسيات أرى بريق أعين الجمهور وأكاد أن أنهمر بشعر جديد غير الذي ألقيه، نحن بحاجة لمتلقي يشعر بما يسمع ويتلذذ بما يجد في الأمسية”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ما شاء الله تبارك الله
    لقاء ثري جدا وماتع جمع بين الفاىدة والمعلومة .
    شكرا للاديبة وفاء وللصحيفة الذي اختارتها واجرت معها هذا اللقاء الجيد ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى