حوارات خاصة

اللواء الزهراني: أصعب موقف في حياتي لحظة استقبال أخي الشهيد عبدالرحمن الشهراني

استكمالًا لبرامجها الثقافية المتنوعة والتي تسلط فيها الضوء على مختلف شرائح المجتمع، تواصل صحيفة “مكة” الإلكترونية زاويتها الجديدة بعنوان “مواقف ومذكرات أمنية” الخاصة برجال الأمن الذين يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن وحفظًا لأمنه واستقراره.

وفي الحلقة الثالثة من هذه السلسلة، تستضيف الصحيفة واحداً من الرجال الذين أفنوا شبابهم في خدمة دينهم ثم قيادتهم ووطنهم وذلك تقديراً لعطائهم وتفانيهم وإخلاصهم، وهو سعادة اللواء متقاعد عبدالله سعيد الزهراني قائد اللواء الثاني والعشرون مدفعية سابقاً بالمنطقة الجنوبية.

أهلا ومرحباً فيك سعادة اللواء

– عرف القراء الكرام على اسمك الكامل من خلال هويتك الوطنية ومكان ميلادك ونشأتك وحياة الطفولة؟

عبدالله سعيد محمد الكناني الزهراني، مكان الولادة بمحافظة المندق ببلاد زهران، ونشأت بمحافظة أملج وقضيت سنوات الطفولة بها.

– أين تلقيت تعليمك في جميع مراحلك الدراسية ؟

تلقيت تعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي في محافظة أملج.

–  لماذا اتجهت للسلك العسكري دون غيره من الأعمال ؟

العمل العسكري عمل شريف وكل الشرف أن تكون مدافعاً عن الدين والمليك والوطن.

– أين قضيت خدمتك العسكرية من بعد تخرجك من الكلية حتى تقاعدك ؟

ولله الحمد خدمت في المناطق العسكرية الجنوبية والشمالية والشمالية الغربية.

– قضيت آخر سنوات عملك قائداً لمجموعة اللواء الثاني والعشرون مدفعية بالمنطقة الجنوبية ماذا تعني لك هذه الفترة؟

جميع فترات خدمتي في صفوف القوات المسلحة تعني لي كامل الشرف.

– كيف رأيت العمل في هذه المجموعة عن غيرها من أعمال الوحدات  الأخرى؟

مجموعة اللواء الثاني والعشرون مارست فيها القيادة والالتزام والتنسيق والتعاون مع الزملاء الأعلى والأدنى فيما يخدم مهمتي.

– عايشت أحداث عاصفة الصحراء ثم عاصفة الحزم، كيف رأيت هذه الأحداث من خلال طبيعة عملك كأحد ضباط القوات المسلحة؟

ولله الحمد هذه الأحداث كنا فيها على حق ولازلنا ندافع عن تراب أرضنا الطاهر. وكان لذلك الأثر العظيم في تعويدنا على الصبر والطاعة وحب الوطن.

– من خلال عملكم كضابط في القوات المسلحة لابد من مصادفة بعض المواقف ماهي أبرز المواقف التي لازالت في ذاكرة اللواء عبدالله ؟

ثلاثة مواقف لا أنساها ما حييت استقبال جثمان أخي وزميلي الشهيد معالي الفريق عبد الرحمن الشهراني رحمه الله وتكليفي من قبل سعادة قائد المنطقة آنذاك معالي الفريق مطلق الازيمع بتقديم واجب العزاء في شهداء المعركة في المنطقة الجنوبية، واستقبال وحدات سلاح المدفعية الإماراتية.

– هناك اختلاف في المهام والمسؤوليات ماهي المهمة أو المسؤولية التي توليتها ولازلت تفتخر بها حتى الآن؟

مهمة تنسيق نيران المنطقة الجنوبية خلال السنة والنصف الأولى من الحرب اليمنية الحالية.

– اذكر لنا أهم ما سطره رجال القوات المسلحة من مواقف خلال الاشتباكات القتالية مع العدو  من خلال ما رأيته كونك احد القادة العسكريين؟

كل ما فعلوه رجال قواتنا المسلحة ولازالوا يفعلونه يثير الإعجاب والفخر.

– شوهد اللواء عبد الله الكناني  وهو يقوم بنقل تعازي ومواساة القيادة الرشيدة لذوي شهداء الواجب بالحد الجنوبي، كيف كنت تجد ذوي الشهداء في لحظة تواجدك بينهم ؟

شرفني معالي القائد آنذاك الفريق مطلق الازيمع بنقل تعازي القيادة لأهل وذوي الشهداء وذكرت لك سابقا هذا الموقف لا ينسى أبدا. واقسم بالله العظيم إنني كنت أجد أهالي الشهداء يقولون ( نحن وأبناؤنا وكل ما نملك فداء للوطن ) ولا أبالغ لو قلت لك كأنهم في عرس وليس عزاء وأتذكر في بلاد زهران استقبلنا أبو الشهيد وهو يرمي ببندقيته ابتهاجا وفرحاً.

ولفت نظري آنذاك حين نقل  العزاء  لأكثر من 20 عائلة في قطاع تهامة في بلاد زهران تواجد الشيخ يحي أبو القرون شيخ قبائل الأحلاف بزهران معزياً ومرحباً وموجهاً وناصحاً ومعلماً . أكثر الله من أمثاله من الرجال المحبين للوطن والقيادة السامية الكريمة.

– لا تخلو مثل هذه اللحظات من المواقف المؤثرة ماهو الموقف الذي لازال عالقاً في أذهان اللواء عبدالله ؟

في تهامة بلاد زهران كان هناك رجل متقاعد من وحدات المظلات وابنه شهيد وأثناء تواجدنا في منزله دخل علينا حاملاً بدلته العسكرية السابقة ويقول بلغوا عني الأمير( يقصد الأمير فهد بن تركي ) بحكم معرفته له أثناء الخدمة) إنني جاهز من بكرة أن أعود للعمل مكان ابني ووالله انه كان جاداً في كلامه وموقفه.

– من خلال مسيرتك العملية في العديد من المناطق هناك من يقول إن العمل يختلف من منطقة لمنطقة.. هل هذا  راجع للأشخاص؟ والتباين في تطبيق النظام ؟

لا العمل والنظام واحد في كل المناطق؛ ولكن الاختلاف في ماهية المنطقة ميدانية أو إدارية.

– كيف ترون من يتعامل مع مرؤوسيه بالغلظة والشدة والدونية ؟

قليلون هم أصحاب هذه النوعية من التعامل، منسوبي قواتنا المسلحة يحكم تعاملهم مع مرؤوسيه تعليمات ديننا الحنيف والنظام الذي يضمن لكل إنسان حقه كاملاً.

– كيف ترى من يسعى إلى التفرقة بين مرؤوسيه من أجل  التسيُد وما هي نصيحتك لمثل هؤلاء ؟

هذا خطأ في أي عمل كان. وأنصحهم أن يتقوا الله ، ولله الحمد هم قليلون.

– ماذا تعلمت من هذه السنوات الطويلة التي قضيتها في المجال العسكري بالقوات المسلحة ؟

تعلمت الكثير ولله الحمد، أخي الكريم قواتنا المسلحة جامعة مستقلة ننهل من معينها كل ما يفيدنا في أولانا وآخرتنا.

– بماذا خرج اللواء عبدالله  بعد خدمته العسكرية التي تجاوزت ( 33 ) عاما ؟

ولله الحمد خدمتي 33 سنه خرجت بعدها بكل ما يرضي رب العزة والجلال ثم يرضي قادتي ويرضي نفسي اللهم لك الحمد.

– ماذا يقول اللواء عبدالله عن النقد الإعلامي الهادف البنّاء الذي يتم من خلال إصلاح القصور فيما يقدم للوطن والمواطن من خدمات ؟

النقد الإعلامي الهادف للبناء والتصحيح مرحبا به وضروري.

– بعد رحلة عمل قضيتها متنقلاً بين منطقة المملكة.. كيف تقضي برنامجك اليومي بعد مسيرة ( 33 ) عاماً من العطاء؟

ولله الحمد برنامجي اليومي حافل ولا أجد وقتا زائدا يشعرني بالملل.

– ماذا تريد أن تقول لزملائك الأبطال المرابطين على حدود الوطن الذين كنت من ضمنهم ممن ذادوا عن حياضه وحماية مقدراته ؟

قبل أن أقول لزملائي اسمح لي أنوه بمعالي نائب رئيس الأركان قائدي سابقاً الفريق مطلق الازيمع إبان قيادته لنا في المنطقة الجنوبية ( بكل حق هو الحارس الأمين) على كل ما يهم ويخدم كافة منسوبي ووحدات المنطقة في مهمتهم. ثم أقول لزملائي المرابطين أسأل الله لكم العون والتوفيق والنصر القريب إن شاء الله

بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء ؟

أختم هذا اللقاء بشكر الله سبحانه وتعالى على سلامة مولاي القائد الأعلى للقوات المسلحة وأسأل الله العلي القدير التوفيق للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com