المقالات

البَرِيق 91

إن جئت ياوطني هل فيك متسعٌ؛
كي نستريح، ويهمي فوقنا مطرُ،
وهل لصدرك أن يحنو فيمنحني
وسادة حلمًا في قيضه شجر،
وصبّ لي عطش الصحراء في بدني
واجمع رمالَ الغضا جوعًا فانحدر
(الصيخان).

يوم الوطن، ذو بعدٍ تاريخي، وتأصيل سياسي، تعززه قيمة اجتماعية.
إن التعبير عن المواطنة، والوطنية بمفهومها، ليس شعارات فحسب، ولا سلوكيات بين الإيجاب والسلب.
لتكون الوطنية متعمقة في القلب، صادقة في المشاعر، سلوكها ينمُّ عن وعي بقيمتها؛ لأنه يومٌ يتسامى فيه الوطن بوحدته،
ويومٌ يتسامى فيه بمجده ورفعته؛
ومواطن يرتقي به انتماؤه وولاؤه إلى قمة مجده وعزته؛
تاريخٌ عريق، ومجدٌ صنعه أجدادٌ، فأضاء الطريق؛
قام التاريخُ يتغنى بإنجازاته، والأيام تسقي جذوره بنجاحاته؛
يومّ يخلّد فيه الزمان بطولات الأمجاد، ويرسم لوحةً صنعها الآباء والأبناء والأحفاد؛
يومنا الوطني نحن فيه سواء، بالحبّ والولاء والانتماء.
إنه وطني، كالصخرة الصلدة الصماء؛
تتكسر عليه مكائد الأعداء، وتنساب منه الخيرات كالماء؛
وطني هِمة أبنائه تتسامى إلى العلياء، وتبني من الطموحات مستقبلًا تذوب على جنباته المتاعب والأعباء؛
فحبّ وطني ينساب في العروق، يضيء الكون، وينبتُ فرحًا، كلماتٍ من الولاء والوفاء، وينثرُ عبقًا زكيًّا من الانتماء؛
فتنتشي، وقد تدثّرت َبالمجد، وتوشحتَ بالعز والفخر، وتدفّق عطاء الحياة في شرايين الوطن، وتراقصَتْ على جنباته أجيال المستقبل المشرق، والحاضر البهيّ.
الوطن يسكن روح المواطن، ويتغذى على مشاعره، ويرتوي من ماء وفائه؛
الوطن القلب النابض، والمواطن روحه الزكية.
وطنٌ تجافتْ حدوده عن الطائفية؛
وتوسّد مواطنوه أمنًا ومحبةً، ورفاهية، استحق منّا الوفاء والانتماء، والبذل والعطاء، بروحٍ وطنيةٍ.

أخيرًا:
“صُبَّ لنا وطنًا في الكؤوس، يديرُ الرؤوس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com