المقالات

“يوم العلم” (١١ مارس)

وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ
‏يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ
‏رَدّدِي الله أكْبَر
‏يَا مَوْطِنِي
صوتٌ يعانق الأسماع، ولونٌ يخضّب العيون بهاءً.
(يوم العَلَم) في الحادي عشر من مارس الذي سنحتفي به كل عام، فقد صدر بذلك أمر ملكي، انطلاقًا من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام.
إنه احتفال بالتاريخ، وبالزمن صانع التاريخ، وتعزيز الشعور الوطني، وتقوية الانتماء، وغرس روح الولاء والانتماء في نفوس الناشئة.
هذا الحدث يترك أثرًا في نفوسنا، وتتداخل هذه الآثار لتؤطر لتجربة نفسية إيجابية لدى المواطن الذي يتباهى بوطنه.
“إن رمزية العلم السعودي في حد ذاتها لم تأتِ من فراغ، حيث يدل اللون الأخضر فيه على الخير والنماء، ويرمز اللون الأبيض إلى السلام والنقاء، كما يدل السيف في العلم السعودي على العدالة والقوة والمنعة والتضحية والوطنية، وترمز الشهادتان إلى الشريعة والتوحيد وأن كلمة الله هي العُليا”.
والارتباط بين المواطن والعلم يتجاوز ارتباط الرؤية البصرية، إلى الجانب الروحي الوجداني، والتأثر السلوكي كما يرى علماء النفس عن سيكولوجية الألوان وتأثيراتها على الإنسان “فقد أكدوا أن إدراك اللون يُشكل جانبًا من سلوك الإنسان، وغالبًا ما يرتبط بالإحساس بالسعادة أو نقيضها”.
ويعتبر اللون الأخضر من الألوان المهدئة، يبعث في المكان جوًا من السكون والطمأنينة، ويعكس للنفس إيحاء بالأجواء الطبيعية، كما أنه يدل على النمو والتوازن، ويُستخدم أيضًا كرمزٍ للسلام، بالإضافة إلى أن له القدرة على امتصاص الطاقة السلبية من جسم الإنسان، ومكانة العلم لا تقف عند قيمته المادية، ذات الشموخ، والبهاء في اللون، بل حملت معها قيمته ورمزيته المعنوية “فالعلم السعودي يتميز العلم بأنه الوحيد في العالم الذي لا يُنكَّس أو ينزل إلى نصف السارية في الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية، وتحظر ملامسته للأرض والماء النجس والدخول به إلى أماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه، لما يحمله من دلالة دينية بإضافة كلمة التوحيد الإسلامية إليه، والسيف العربي الذي يرمز إلى الوطنية.”
هذا الوطن، وعلَمُه ورايته الخفّاقة، التي تحمل بين ثناياها حكايات الزمن وتاريخه، والرجال وبطولاتهم، والأماكن وأحداثها، آلتْ إلى وطنٍ نفخرُ به، رخاءً وأمنًا واقتصادًا.
أخيرًا، وللوطن في المشاعر بوحٌ:
أنا السُّعودي رايتي رمز الإسلام
وأنا العرب واصل العروبةْ بلادي
وأنا سليل المجد من بدء الأيام
الناس تشهد لي ويشهد جهادي
دستوري القرآن؛ قانون ونظام
وسنَّة نبي الله لنا خير هادي
أمشي على الدنيا وأنا رافع الهام
وأفخر على العالم وأنا أجني حصادي
إذا اتأخر بعضهم رحت قدَّام،
وإذا توارى خايفٍ قمت بادي
إن جيت ساحات الوغى صرت قدَّام
وإن صرت بحالي فلا نيب عادي
وأظهر على غيري إذا صرت بزحام
عقيد قومٍ بالطبيعة ريادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى