المقالات

تمّ القبض

مبدأ: “المملكة لا تقبل فسادًا على أحد ولا ترضاه لأحد، ولا تعطي أيًا كان حصانة في قضايا فساد”.
وولي العهد محمد بن سلمان، يقول: “لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، سواءً كان أميرًا أو وزيرًا أو أيًا كان .. كل من تتوفر عليه الأدلة الكافية سيُحاسَب”.
وللعلاقة بين الفساد والتنمية، يقول سموه:
«لولا تصدينا للفساد لما كان هناك نمو ولا وزراء أكفاء ولا استثمار أجنبي».
ولِما للفساد من عالميةٍ، انتشار كإحدى الصفات في بعض النفوس البشرية، اختارت الجمعية العامة يوم 9 ديسمبر سنويًا كيوم دولي لمكافحة الفساد من أجل إذكاء الوعي عن مشكلة الفساد، وعن دور الاتفاقية في مكافحته ومنعه، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في كانون الأول/ديسمبر 2005، وتشارك المملكة دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد.
والفساد يغيّر بنية البناء الاجتماعي، والإداري، وتجاوزهما إلى البُعد الأخلاقي الذي “يكون أكثر وضوحًا في المجتمعات؛ لكونه يرتبط بالحريات الخاصة وتصرفات الأفراد ويتمثَّل بمجمل الانحرافات الأخلاقية المتعلقة بالسلوك الفردي في إطار المعاملات، وانتهاكه للقوانين الشرعية والأخلاقية التي يُدين بها المجتمع يتجلى ذلك في القيام بأعمال مخلة بالآداب ومخجل، أو التعرض للحريات العامة وانتهاك الحرمات”.
فالفساد عفن الماديات، وانحراف السلوكيات، وضعف النفسيات …؛.
وفي الآونة الأخيرة نشرت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، 17 قضية فساد، تناوب فيها ما يسمون (مواطنون ومقيمون)، توزعت بينهم كالتالي 48./. من أبناء الوطن، و52./.من المقيمين الذين احتضنهم الوطن، واللافت غالب قضاياه تدور حول المال.
وهذا الرقم الإحصائي النسبي مؤشر يدعو للتأمل والدراسة؛ حيث إن الذين احتضنت بعضًا منهم الدولة، ومنحتهم فرصة ممارسة العمل، والإسهام في البناء التنموي، قد خرجوا على مسار العمل، ومتطلبات الوظيفة إلى(الوساطة، أو التلاعب بالمعلومات) وغيرها من الأساليب المستهجنة دينًا، وعرفًا، وقانونًا.
هؤلاء اتسموا بصفات يبغضها الله، والفطرة البشرية.
يدمرون التنمية، ويختطفون خطوات التقدّم، وينتزعون الأمن الوظيفي والاجتماعي من النفوس انتزاعًا؛ يزرعون بذور الخيانة، ويتلذذون بممارساتهم الدنئية.
ومتى تغلغل الفساد في عقول بعض أبناء المجتمع، وتسلل إلى ضمائرهم، وامتطى أخلاقهم، واقتاد سلوكهم، فالبناء الاجتماعي في طريقه إلى التخلخل، يضعف معه الانتماء، وتتوارى المواطنة، وتعتريه هِزَةٌ تهوي به إلى الزوال.
إن تربية الناشئة بالتثقيف والتوعية بمفاهيم النزاهة، وبناء وتعزيز قيمها لدى الجيل وفق آليات محددة ومنهجية علمية، لإعداد جيل يتكئ على الأمانة، معززًا بعقلٍ واعٍ، وضميرٍ حيّ، وسمو أخلاقٍ، تتوشح بتعليمات الدين، يقودها وازعه، وتنأى به عن نوازعه.
أخيرًا:
يرى ابن خلدون «إن انتشار الفساد يدفع بعامة الشعب إلى مهاوي الفقر والعجز عن تأمين مقتضيات العيش، وهو بداية شرخ يؤدي إلى انهيار الحضارات والأمم».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى